تزور القبر «الغلط».. وجثمان الفقيدة مفقود

في خطأ استوجب تحقيقا ودعوى قضائية في ألمانيا

TT

تزور الألمانية بياته ب. قبر عمتها المحبوبة منذ 12 سنة، تصلي لروحها وتضع أكاليل الزهور عليه، من دون أن تدري أنها كانت تزور القبر الخطأ إلا عام 2001.. وعن طريق الصدفة. أما المصادفة التي أدت إلى الكشف عن ملابسات القضية فلا تقل غرابة عن الملابسات التي رافقت دفن الجثمان عام 1989.

كانت بياته ب. (54 سنة) ترافق جنازة والدتها، التي توفيت عام 2001، في انتظار دفنها جنب أختها الأكبر سنا منها في مقبرة مدينة كريفيلد (أقصى غرب ألمانيا)، حين شاهدت في حفرة قريبة مهجورة أجزاء من ملابس وهدايا كانت قد دفنتها مع عمتها قبل 12 سنة. وبعدما ظنت بياته في البداية أن الحاجيات ربما تعود إلى فقيدة أخرى مدفونة في منطقة قريبة، فإنها اكتشفت لاحقا أيقونة تعود بالضبط إلى عمتها فيها بقايا من صورة زوجها. عندها توجهت بياته إلى شرطة كريفيلد لإجراء التحقيق اللازم، وهنا اكتشف المحققون قبر العمة فارغا. كما لم تسفر التحقيقات عن مكان جثمان العمة عن شيء ولم تسجل أية معلومات عنها في سجلات المقبرة. ونفت إدارة المقبرة حصول خطأ وأصرت على أنها دفنت العمة في المكان المطلوب. ولما وصل التحقيق إلى طريق مسدود، أغلقت الشرطة الملف وقيدت فقدان الجثة ضد مجهول.

غير أن بياته رفضت تناسي القضية، وأثارتها أمام محكمة مدينة مونستر (شمال غربي ألمانيا) التي أمرت بإعادة التحقيق بعد 9 سنوات من «نبشه». واضطرت إدارة المقبرة هذه المرة للاعتذار عن الخطأ في دفن العمة والاعتراف بعجزها عن العثور على الجثمان. في حين حسم قاضي محكمة مونستر القضية بالتوصل إلى تسوية بين بياته ب. وإدارة المقبرة، تدفع الإدارة على أساسها غرامة مالية قدرها 10 آلاف يورو إلى المنظمة الإنسانية «ميسرور» وتتقدم باعتذار رسمي إلى عائلة الفقيدة المفقودة. وقرر عمدة مدينة كريفيلد الاعتذار شخصيا للمدعية لما لحق بها من ضرر نفسي وعاطفي جراء الخطأ.