فنان كرواتي يقذف بلوحاته في النهر بعد عرضها بدلا من بيعها

دعا الحضور بعد انتهاء المعرض إلى مكان يطل على نهر لإلقائها فيه

TT

تخزين البضاعة مشكلة معروفة يتغلب عليها أصحاب المحال التجارية عادة بالتنزيلات، خاصة محالات الملابس والأحذية التي تلجأ لخفض الأسعار بعد انتهاء الموسم إلى نصف القيمة، وقد يصل الخفض إلى 70 في المائة وأكثر، فيتناول الزبائن كل ما أمامهم في أحيان كثيرة فقط لكونها رخيصة.

وهذا ما لم يرضه فنان كرواتي للوحات رسمها ولم تجد من يشتريها، فرمى بها في عرض البحر بدلا من المساومة عليها. وكان الفنان الكرواتي زيليكو سينسيك (68 عاما) قد أقام طيلة الأسبوعين الماضيين معرضا فنيا سماه «عزيزتي»، وعزيزته المقصودة هنا هي مدينة زغرب العاصمة الكرواتية التي ولد وعاش فيها كل حياته فأحبها وأحبته. ضم المعرض الذي وصفته وسائل الإعلام بأنه معرض أنيقا خفيف المادة والروح، لوحات كثيرة ومتنوعة، جسمت اختلافات وأوجه التشابه بين الحديث المعاصر والقديم الكلاسيكي لأوجه الحياة في زغرب. وكعادة كثير من الفنانين، وكما هو متبع في بعض المعارض، عرض الفنان زيليكو سينسيك لوحاته للبيع.

وما إن انتهت المدة المحددة لأيام العرض حتى فاجأ الفنان المغرم بزغرب الجميع بدعوة لحضور مراسم إغلاق معرضه الذي قرر أن يلقي بجميع لوحاته التي لم تبع في عرض البحر. وكان أن اختار نهر سافا الجميل، رافد الدانوب الذي يشق كرواتيا، ليشهد آخر مراحل حياة تلك اللوحات التي أبدع في رسمها. زيليكو سينسيك حاول بكل جهد أن يشرح الفلسفة من وراء رمي اللوحات التي لم تبع في عرض البحر بقوله إن هذه النهاية بدورها تمثل عملا إبداعيا قصد منه تحرير هذه اللوحات بدلا من تخزينها، مانحا إياها فرصة حياة من نوع جديد، مشيرا إلى أنه بذلك يشجع الناس على الانطلاق لرؤى مختلفة وليس اتباع ذات النظم التي تم التعارف عليها بنمطية نلجأ إليها بعفوية وروتينية وتقليدية دون تفكير أو تجديد.. مضيفا أنه قد اختار أن يمنح لوحاته طريقة غير معهودة لتنطلق روحها وتنداح لترى العالم من زاوية مختلفة وفي بيئة أكثر اختلافا. وردا على سؤال صحافي إن كانت سلطات المدينة قد سمحت له بإلقاء لوحاته في عرض النهر، أشار إلى أنه لم يحتج إذنا لكون أن اللوحات لن تلوث النهر، فمكوناتها طبيعية.