باحث أثري: الفراعنة عينوا أول قاضية في التاريخ

على خلفية الجدل المثار في مصر حول توليها المنصب

TT

وسط الجدل القائم بين مجلس الدولة المصري وعدد من الجمعيات المدافعة عن حقوق المرأة، بشأن تعيين المرأة قاضية، قال الباحث الأثري بسام الشماع «إن أول وزيرة عدل، بل أول قاضية في التاريخ، ظهرت في مصر الفرعونية»، واستشهد بالبرديات والآثار التي تركها الفراعنة القدماء - التي تعود لأكثر من 7 آلاف سنة - أن «نبت» كانت أول قاضية في التاريخ.

«نبت»، ويعني الاسم بالمصرية القديمة «الربة»، كانت أول وزيرة عدل في التاريخ، وكانت حماة الفرعون «تيتي» صاحب أحد أهرام سقارة، ودون على جدرانه (متون الأهرام) أقدم نصوص دينية في التاريخ.

وذكر الشماع، وهو عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، في تصريحات أمس لمكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بالإسكندرية، أن «نبت» جاءت تحقيقا لأسطورة فرعونية شائعة هي أسطورة «ماعت» الموصوفة بـ«ربة العدالة»، وبين ألقابها العدالة والنظام والتوازن الكوني، «مما يشير إلى أن المصري القديم أكد أن وجود المرأة يرادف توازن الكون وسيادة الأمن والسلام».

وأضاف الشماع أن تأثير أسطورة «ماعت» بقي حتى عصرنا الحالي «فهي السبب وراء المثل الشعبي الشهير (على راسه ريشة) في دلالة على التميز والرفعة، إذ صورت ماعت على جدران المعابد الفرعونية وعلى رأسها ريشة، مما يؤكد أن الحضارة المصرية القديمة كرمت المرأة وأعلت من شأنها وأعطتها كل حقوقها».

وأوضح الشماع أن «(نبت) كانت ترأس المحكمة وقراراتها كانت نافذة وتصدر وفقا لبنود (قانون العدالة) المعمول به في مصر الفرعونية، والذي وضعه كبار حكماء ومستشاري الفراعنة للفصل به في النزاعات والمعاملات التجارية، ومنها قضايا التركة والميراث والعقارات والبيع والشراء التي تشبه المعاملات التجارية اليومية في عصرنا الراهن».

وذكر الشماع أن اللجوء إلى القضاء في مصر الفرعونية كان «بالمجان»، حيث كان المتضررون يقومون برفع الدعاوى القضائية وتقديم الأوراق المتعلقة بها من دون مصاريف. وكانت الدولة تتحملها بهدف رعاية حقوق المواطنين، مما يعكس مدى الديمقراطية التي كانت سائدة في هذه الحضارة، وكانت سببا رئيسيا وراء انبهار العالم بها حتى الآن. وتعد الجمعية المصرية للدراسات التاريخية من أعرق وأهم الجمعيات الأثرية، وأسست عام 1940 من القرن الماضي، وتضم في عضويتها بعض كبار المؤرخين وعلماء المصريات.