قصة حب بين طائرين تلهم سكان قرية كرواتية

تتنافس وسائل الإعلام في نقل صورهما

TT

منذ 1993، أصبح طائران من فصيلة السمبر سببا في إشاعة أجواء من الرومانسية والعشق بين مواطني قرية كرواتية صغيرة، تتبع بشغف تفاصيل الطائرين وتطورات حياتهما، التي تصلح كقصة فيلم سينمائي عاطفي ورقيق من الدرجة الأولى.

وترجع القصة إلى عام 1993، حين حاول سائح إيطالي طائش اصطياد سمبرية كانت داخل عشها تطعم صغارها. ولحسن حظها، لم تصبها رصاصاته في مقتل، وإن أصابتها بالشلل التام. وعلى الرغم مما توافر لها من علاج ومراعاة من قبل طبيب القرية البيطري، فإنها أمست عاجزة عن الطيران، فما كان من الطبيب إلا أن واصل علاجها، ثم ساعدها بعد شفائها على العودة إلى عشها القديم، حيث أولاها السكان رعاية خاصة، إلا أن الرعاية الكبرى جاءت من رفيقها وبصورة مذهلة.

مع مضي الوقت، ازداد الاهتمام العام في القرية بالسمبرية، ومع انتشار قصتها تحولت ورفيقها ليصبحا أشبه بنجمين تتنافس وسائل الإعلام في نقل صورهما، وسؤال أهل الحي عن تفاصيل حياتهما، وذلك بسبب حالة الإخلاص والوله الشديدين اللذين ظل الطائران يتبادلانهما عاما بعد عام، إذ ظل السمبر الذكر يهاجر مع بقية سربه من الطيور عندما تحل بوادر فصل الشتاء كل عام، راحلا جنوبا إلى أقصى بقاع القارة الأفريقية، حيث يكون الطقس دافئا، ثم يعود قاطعا مسافة 13 ألف كيلومتر لعش محبوبته ليواصلا حياتهما في حب وغرام، وليفقسا مزيدا من الصغار، الذين يرعاهم ويعلمهم الطيران، ثم يصطحبهم معه ما إن يحل موسم الهجرة مرة أخرى.

وفي حديث لعدد من شهود العيان، فإن الحياة تدب في العش مع عودة الذكر، الذي أطلقوا عليه اسم رودان، فيما أطلقوا على الأنثى اسم ملينا. مفصلين كيف يسعى رودان جاهدا طيلة فترة بقائه لتنظيم عشه وتعميره، وجمع حصيلة من المخزون الغذائي لحبيبته الكسيحة، وذلك على الرغم مما تجده من اهتمام ورعاية من أكثر الأهالي طيلة فصل الشتاء وتساقط الثلوج، ممن يحزنهم بقاؤها وحيدة لعجزها عن الطيران.