وزير فرنسي يرد على معلق إذاعي وصفه بـ«النمس» و«الخائن»

حرب كلامية تستثير شغف الجمهور بـ«الردح» السياسي

TT

بعد مرور أسبوع على تعليق إذاعي ساخر ينال من سمعة وزير الهجرة إريك بيسون، ورغم تقديم رئيس مؤسسة الإذاعة الفرنسية اعتذارا رسميا للوزير، ما زالت الحرب قائمة بين الطرفين وتهدد بإقصاء المعلق السياسي الفكاهي ستيفان غيون عن ميكروفون راديو «فرانس أنتير». وكانت آخر جولات هذه «الحرب» مقالا نشره الوزير أمس في صحيفة «ليبيراسيون»، اتهم فيه غيون بالجبن لأنه يرفض الخروج من استوديو الإذاعة ومواجهة خصمه في المناظرة التي دعاه إليها.

المقال، الذي لا يخلو بدوره من نبرة ساخرة، يكشف عن جانب أصيل من المزاج الفرنسي الذي يستطيب المماحكة القائمة على الاستعارات البلاغية في الوسط السياسي. وهي استعارات لا تتورع عن استخدام أقذع الصفات في الهجوم على الخصم. وبينما أثار المعلق الاستهجان لأنه هجا الوزير هجاء يتعلق بمظهره الخارجي، واصفا إياه بأنه «سمج، له عينا نمس، وذقن مائل»، رد الوزير كاتبا أن هذا النوع من الهجوم لا يؤثر فيه لأنه «رجل سياسة وليس عارضة أزياء أو بلاي بوي».

وكان المعلق قد أصاب من وزير الهجرة نقطة حساسة حين قال: «إن له الأوصاف المثالية لياغو»، في إشارة إلى شخصية الخائن في مسرحية «عطيل» لشكسبير. إذ اشتهر بيسون بأنه غيّر موقعه من صفوف الحزب الاشتراكي والتحق بمعسكر اليمين في أثناء الانتخابات الرئاسية التي جاءت بساركوزي إلى الحكم. لذلك كتب في رده على غيون قائلا إن أحدا لا يستطيع أن يدفعه إلى إحناء ظهره، واصفا المعلق الساخر بـ«الممثل الفاشل» وبـ«الفاشي الذي يتنكر، عبثا، في هيئة متحررة».

وحال ظهور مقال الوزير، خصص غيون فقرته التي أذيعت صباح أمس للرد عليه، دافعا عن نفسه تهمة «الممثل الفاشل» بالقول: «إذا كان النجاح المهني يعني تغيير المواقف كل سنتين فإنني أفضل الفشل في الحياة». ونفى المعلق أن يكون هجومه على الوزير بهدف كسب الدعاية للعرض الفكاهي الذي يقدمه على أحد مسارح باريس، مضيفا أن استعراضه هو الأكثر نجاحا هذا الموسم. وتابع أنه ليس بالجبان، وهو مستعد للمناظرة مع خصمه الوزير شرط أن يوافق الرئيس ساركوزي على مناظرة مماثلة مع الدمية التي تؤدي دوره في البرنامج التلفزيوني الفكاهي الشهير «دمى الأخبار».