سحب «الليموزين» الحكومية وطاقم الحماية من رشيدة داتي

هل جاء الطلب من ساركوزي المستاء من وزيرة العدل السابقة؟

TT

بعد النتائج السيئة للحزب المحافظ الحاكم في الانتخابات البلدية الفرنسية الأخيرة، كان لا بد من التضحية بكباش فداء. والظاهر أن وزيرة العدل السابقة رشيدة داتي بين هؤلاء، على الرغم من أنها لم تكن على قوائم المرشحين. فقد كشفت صحيفة «لو كانار أونشينيه» الباريسية، أمس، عن أن قرارا صدر بسحب السيارة الحكومية التي كانت تحت تصرف داتي منذ مغادرتها منصبها لتشغل مقعدا في البرلمان الأوروبي. كما حرمت النائبة المغاربية الأصل من مرافقة 3 من أفراد الشرطة لها في تحركاتها.

الصحيفة ذكرت أن الرئيس نيكولا ساركوزي لم يكن راضيا عن ظهور داتي في البرامج التلفزيونية مساء الدورة الأولى من الانتخابات، في حين أنها كانت غائبة عن الحملة التي خاضها رفاقها في الحزب. وبناء عليه، اتصل بالمدير العام للشرطة وطالبه باتخاذ ما يلزم لسحب السيارة «الليموزين» والسائق والمرافقين الذين كانت وزارة الداخلية قد وضعتهم تحت تصرفها. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن المحيطين برشيدة داتي لم ينفوا الخبر، لدى الاستفسار منهم عن صحته، مع أنهم شككوا في أن تكون التعليمات آتية من الرئيس شخصيا، ووصفوا تقرير الصحيفة الفرنسية بـ«الخيالي بعض الشيء»، لكن من المؤكد أن القرار جاء من وزير الداخلية. هذا، وحسب العرف الشائع في فرنسا، يحق لأصحاب الحقائب المهمة من الوزراء الاحتفاظ بسيارة حكومية وفريق حماية خلال الأشهر الستة التي تعقب مغادرتهم المنصب. وبررت أوساط وزارة الداخلية سحب السيارة من داتي بأنه «طبيعي» ويأتي في هذا الإطار، أي بسبب مرور المهلة المحددة للتمتع بالامتيازات التي يتيحها منصبها السابق.

ولكن، لم تكن الجفوة الحاصلة بين الرئيس ووزيرته السابقة خافية على الرأي العام، في حين سبق لداتي الإعلان، في أكثر من مناسبة، أنها لن تتوارى عن المسرح السياسي بسهولة. وفي هذا الصدد، ترددت أنباء صحافية عن اتصال هاتفي أجرته مع ساركوزي، الشهر الماضي، بعد تراجع أسهم وزير الهجرة إريك بيسون. وكتبت «النوفيل أوبزرفاتور» أن داتي قالت للرئيس إنها مستعدة للحلول محل بيسون كوزيرة مناسبة للمنصب باعتبارها منحدرة من عائلة عربية مهاجرة. لكن الصحيفة أضافت ما معناه أن ساركوزي اعتبر الطلب غير وارد.