أوراق تصويت أكثر من عدد النواب الألمان.. ونائب يصوت ضد نفسه

طرائف برلمانية تذكر بمسرحية«في عرض البحر»

TT

تصوّر مسرحية «في عرض البحر»، للبولندي سلافومير مروجيك، ثلاثة رجال يعيشون على خشبة عائمة في البحر بعد تحطّم باخرتهم. وبعد أن ينهكهم الجوع تماما يقررون ممارسة الديمقراطية وانتخاب أحدهم كي يأكله الآخران. لكن الانتخابات تفشل بسبب «التزوير» لأنهم يجدون أربعة أوراق تصويت في صندوق الاقتراع.

إذا كان هذا يحدث في مسرحية تسخر من الممارسات اللا ديمقراطية في عالم «أكلة لحوم البشر»، فإن شيئا من هذا القبيل حصل غير مرة في البرلمان الألماني. فقبل أيام، بعدما عارض النائب الاشتراكي مارك بيلو مقترح ميزانية الدولة الجديد، وناقش ضده بحماسة من فوق المنصة، ظهر صوته ضمن المؤيدين لأنه وقف في الطابور الخطأ. واضطُرّ البرلمان إلى إعادة التصويت بسببه. والطريف أن بيلو كان أصدر كتابا أثار سخط النواب لأنه وصفهم فيه بـ«قطيع» يصوّتون حسب قرارات أحزابهم رغم رفضهم هذه القرارات. وهو ما دفع أحد نواب الحزب الديمقراطي المسيحي، رفض أن يذكر اسمه، للتعليق بالقول: «شيء جيد أن يعرف بيلو أن (القطيع) غير محصَّن ضد (التبرز) أحيانا.

في أي حال، من طرائف «أخطاء» التصويت في ألمانيا، ما حدث في أكتوبر (تشرين الأول) 2003، في أثناء انتخاب إدموند شتويبر، من الحزب الديمقراطي المسيحي المحافظ، لمنصب رئيس البرلمان. إذ كان عدد النواب الحاضرين 179 بالضبط، في حين وجد مدير الجلسة 180 ورقة تصويت في صندوق الاقتراع. ولم تفلح التحقيقات في كشف أسرار القضية ولا في الكشف عن «النائب الخفي» الإضافي في البرلمان الألماني (البوندستاج). وفي الشهر ذاته من ذلك العام، في أثناء التصويت على القانون الجديد الخاص بالمساعدات الاجتماعية، اضطُر رئيس الجلسة إلى إعادة التصويت لأن محتويات صندوقين انتخابيين اختلطت فجأة في أثناء عملية العد. وكما هي الحال في الحادثة الأولى بقي الفاعل مجهولا.

ثم في مايو (أيار) 2006 صوّت النائب المحافظ ينز جونر إلى جانب قانون رفع الضريبة على القيمة المضافة، وكانت إحدى ورقات التصويت تحمل اسمه، رغم أنه تغيب عن الجلسة بعذر. بل إن النائب كان يجري مقابلة على الهواء مباشرة في أثناء إجراء التصويت وعدّ الأصوات. ولاحقا، اعتذر نائب محافظ آخر بالقول إنه سحب بطاقة زميله جونر سهوا وألقاها في صندوق الاقتراع مع بطاقته.