مقاعد موسيقية في وارسو.. تحية لشوبان

بمناسبة مرور 200 سنة على مولد الموسيقار الشهير

TT

إنها ليست مجرد مقاعد مرمرية أُعدّت لراحة المارة في الميادين العامة بالعاصمة البولندية وارسو، بل هي «مقاعد موسيقية» من نوع مميّز، مهمتها بثّ مقطوعات موسيقية خالدة من روائع الموسيقار العالمي البولندي الأصل فريديريك شوبان.

وارسو، التي يحمل مطارها الدولي، أيضا، اسم الموسيقار العظيم، خصّصت 15 مقعدا موسيقيا صُنع من الحديد والحجر المنحوت يزن كل منها أكثر من 100 كلغ، لتؤكد جدارتها بنسبته إليها بين باقي المدن المنافسة، وبينها العاصمة الفرنسية باريس. أما المناسبة فهي ذكرى مرور 200 عام على مولد شوبان (1810 - 1849). وبجانب الموسيقى الرائعة، سيروي كل مقعد، تبعا لموقعه، جزئيات عن سيرة حياته.

مما يُذكر أن شوبان وُلد في قرية زيلازوفا فولا، على بعد 46 كلم من وارسو، لأب فرنسي وأم بولندية. وما إن بلغ الرابعة من عمره حتى تفتحت مواهبه الموسيقية الفذة. وفي العاشرة تأكدت عبقريته التي دفعت البولنديين لاحقا إلى اعتبار معزوفاته إرثا بولنديا شعبيا يعكس بعمق معاناة بولندا ومعاناته الشخصية. وكان شوبان قد اضطُرّ إلى مغادرة موطنه الأم في العشرين من عمره بسبب المشكلات السياسية والغزو الروسي، متنقلا بين ألمانيا والنمسا ليستقر في باريس ويموت فيها عن 39 سنة. ولا يزال جثمانه فيها، باستثناء قلبه الذي نُقل إلى ليُحفظ بولندا عام 1849.

وبينما تنشط كل من باريس وفيينا وبرلين للاحتفال، جنبا إلى جنب مع وارسو، بالذكرى السنوية الـ200 لمولد شوبان، يظهر أن وارسو كسبت السباق بالمقاعد الموسيقية المرمرية التي وُزّعت في مناطق وأحياء ارتبطت بحياة أحد أعظم من عزف على البيانو، حيث سكن أو درس، بما في ذلك مقعد وُضع أمام منزل شقيقته الكبرى لودفيكا، التي أحبها كثيرا، وطلب حضورها وهو يُحتضر. وهي التي جمعت كل ممتلكاته، بما فيها بقايا البيانو الذي تعلم عليه العزف، والذي رماه الجنود السوفيات من نافذة من الطابق الثاني لتدميره ظنا منهم أن تدميره سيُنسي البولنديين تراث موسيقارهم القومي.