خليجيون في الصيف: كويتي يزور زنزانة مانديلا وإماراتي ثلوج سيبيريا وخليجيات موطن غيفارا

TT

يكاد السائح الخليجي يسافر الى كل بلاد الدنيا، طائفا في الأرض محاولا اكتشاف عوالم جديدة لم تكن تخطر بباله من قبل، فلم تعد أوروبا البقعة السياحية المفضلة لديه، كما كانت، حسب ما يؤكده أصحاب مكاتب السفر والسياحية الذين يتعاملون مع الخليجيين ويوصلونهم الى البقاع التي يريدونها. ورغم أن وجهة الغالبية من الخليجيين معروفة سلفا مثل أوروبا وأستراليا وشرق آسيا ودول عربية مثل لبنان وسورية ومصر، الا ان أصحاب هذه المكاتب بدأوا يرصدون طلبات سياحية غريبة من الخليجيين.

يقول خالد عبيد الشامسي، صاحب سفريات «فالكون» في الامارات، إن بعض الشباب الخليجي سافر هذا الصيف الى بقاع غريبة لم تكن مألوفة عندهم من قبل. فهناك إماراتي حجز للسفر الى سيبيريا، مشترطا ان لا تكون الرحلة الى موسكو جوا بل في قطار، مبررا طلبه بقوله «عندي فقر برد، أريد أن أرى الثلج». لكن طلب هذا المسافر كان سهلا، كما يؤكد الشامسي، فهناك أغرب منه، مشيرا الى أن أحد الكويتيين طلب أن يسافر الى جنوب أفريقيا واشترط ايصاله الى الزنزانة التي سجن فيها نلسون مانديلا الرئيس السابق لجنوب افريقيا. وحجز آخر مع أسرته الى أدغال الأمازون، بينما هناك خليجيون سافروا هذا العام الى المحيط المتجمد الشمالي.

ويضيف الشامسي: هناك أسر تطلب من مكتبنا أن نوفر لها سياحة على جزر في أي بقعة على الأرض، المهم ان تكون معزولة عن العالم ولا تتوفر فيها كهرباء أو أجهزة حديثة، بل يريدون أن يعيشوا حياة بدائية، في حين طلبت ثلاث نساء السفر الى بوليفيا للبحث عن رفاة تشي غيفارا لأنهن، حسبما أكدن، غير مصدقات أن الحكومة البوليفية اكتشفت قبر هذا الثائر.

وأكد الشامسي أنه حجز ذات مرة لجماعة مكونة من أسر عمانية رحلة الى مناطق السكان الاصليين في استراليا «الأبورجنيز»، ولما استفسر منهم عن غرابة مقصدهم أجابوه أن «الأبورجنيز» اناس طيبون، وهذه ليست المرة الاولى التي يذهبون الى تلك المناطق النائية.

ويقول الشامسي انه كثيرا ما يأتيه شباب خليجيون يرغبون في السفر الى الغابات الافريقية، وكثيرا ما يسمعهم يقولون انهم يودون لو تقابلوا فعلا مع أكلة لحوم البشر، اذا كانوا ما يزالون موجودين. ولا تتوقف سفرات الخليجيين عند هذا الحد بل ان فضولهم كثيرا ما يوقعهم في مشاكل كما يذكر الشامسي بقوله: ان احد السياح الكويتيين ذهب ذات مرة الى اندونيسيا عندما كانت في اوج الاضطرابات والمظاهرات السياسية، فأحب هذه المغامرة وخرج مع المتظاهرين، فما كان من قوات الأمن الا ان اوسعته ضربا. ويبرر الشامسي فضول هذا السائح بأن الخليجي بطبيعته اجتماعي ويدخل بسهولة في علاقات اجتماعية مع ابناء المجتمعات التي يزورونها، وهو يعرف العديد من زبائنه الخليجيين الذين يسافرون الى عمق أفريقيا لأنهم مرتبطون بعلاقات معرفة وصداقة مع السكان الأصليين، بل يؤكد أن أحد الكويتيين الذي يحجز رحلته من مكتبه غالبا ما يذهب الى قبائل النيجر والسنغال وساحل العاج لأنه على علاقة صداقة مع اشخاص وعوائل، ومنهم رؤساء قبائل.