أنقذت العناية الإلهية شابا عشرينيا سعوديا من موت محقق عندما تاه في صحراء الربع الخالي وانقطع الاتصال بينه وبين ذويه، بعدما علقت سيارته في الرمال بمنطقة صحراوية وفرغ جواله من الشحن.
النقيب علي عمير الشهراني، الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني في منطقة نجران بجنوب غرب المملكة العربية السعودية، أفاد بأن غرف العمليات الرئيسية تلقت بلاغا في تمام الساعة 2:30 من بعد ظهر السبت الماضي عن فقدان شاب في الصحراء، فجرى توجيه فرقتَي بحث وإنقاذ من مركز الدفاع المدني في شرورة (غربي الربع الخالي، إلى الشرق من نجران) إلى آخر موقع كان الشاب موجودا فيه. وأشار الشهراني إلى أنه أمكن العثور عليه في تمام الساعة التاسعة من صباح أمس الأحد بعد بحث استمر 18 ساعة في تلك المنطقة الصحراوية.
من جهة ثانية، ذكر المقدم علي الشمراني، مدير الدفاع المدني في شرورة، لـ«الشرق الأوسط» أن رجال الدفاع المدني «هبوا للبحث عن الشاب كما شاركت دوريات حرس الحدود والإمارة وكذلك العشرات من المواطنين في عمليات البحث، وحاولنا تحديد الموقع حسب ما ذُكر في آخر اتصال له، وكانت طائرة عمودية على وشك الانطلاق إلى شرورة، غير أن خبر العثور على الشاب وقف جميع عمليات البحث».
أما كرامة عون الصيعري، والد الشاب التائه، فقال لـ«الشرق الأوسط» إن ابنه قطع الطريق الصحراوي الفاصل بين تماني والأخاشيم، «إلا أن موجة غبار كثيف واجهته فأفقدته معالم الطريق إلى أن علقت سيارته بالرمال. ولكن من حسن الطالع أنه كان قريبا من أحد أبراج الجوّال، فتمكن من الاتصال بأحد أصدقائه طلبا للمساعدة وإخراج السيارة من الرمال، مع أنه لم يتمكن من تحديد الموقع حتى فرغ الجوّال من الشحن. ولقد جرى إبلاغ الدفاع المدني وبدأت عمليات البحث المضنية، وكانت الساعات تمر علينا سريعة، وأخذ القلق ينتابنا حول مصيره خصوصا أنه لم يكن معه أي ماء أو طعام. وعندما عثرنا عليه كان في حالة إعياء شديد، غير أن الفرحة كانت عارمة لحظة العثور عليه، وحمدنا الله وتوجهنا بالشكر إلى رجال الدفاع المدني وكل من شارك في عمليات البحث».