الإعلام الإلكتروني يهدد باختفاء ورق «التواليت»

بعدما ضرب الصحافة الورقية في مقتل

TT

على الرغم من الفوائد الجمة للنشر الإلكتروني التي تتعاظم يوما بعد آخر، وتقليصه فضاء الصحافة الورقية التي تناضل بشراسة لإثبات وجودها والصمود أمامه، كشفت دراسة أميركية طريفة أجريت أخيرا عن ضحية أخرى من ضحاياه.

الدراسة نشرتها مجلة أخبار الكيمائيات والهندسة في عدد أبريل (نيسان) الحالي، وأظهرت أن المنافسة الشرسة التي تواجهها الصحافة الورقية حاليا، والتي أدت إلى تراجع كميات الصفحات المنشورة عالميا، ترتب عليها نشوب أزمة حادة في صناعة إعادة التدوير الورقي نظرا لنقص العنصر الأساسي في هذه الصناعة ألا وهو ورق الجرائد والمجلات. ثم إن العنصر الثاني المستخدم في هذه الصناعة، وهو مخلفات المكاتب من الأوراق، ليس بحال أفضل، إذ يعاني هو الآخر من نقص حاد بعد الاعتماد الكبير على الاتصالات والمكاتبات الإلكترونية عبر العالم.

كاتبة البحث ميلودي فويث ترى أن هذا الوضع بات يهدد صناعة التدوير الورقي بالانهيار التام، ذلك أن منتجات مثل أوراق المراحيض والمناديل والمناشف الورقية تنتج في الأساس من خلال هذه الصناعة، وإذا تحول تصنيعها إلى الاعتماد على الأخشاب أو المنسوجات كالأقطان وخلافها، وهي مواد مستخدمة في الصناعة بصورة أقل أو تستخدم لإنتاج بعض المنتجات الورقية العالية الجودة، فإن هذا يعني ارتفاع تكلفتها أكثر من عشرة أضعاف أسعارها الحالية، الأمر الذي لا يستطيع معظم الناس تحمله ماديا.

وبناء عليه، فإن استمرار هذه الظاهرة من دون إيجاد مخرج مناسب سيترتب عليه - وفق البحث - إما أن يعود البشر إلى ممارسات العصور الوسطى، أو التدرب على فنون الترشيد في قضاء حاجتهم.