هولندا معروفة كبلد «مائي»، لكثرة الأنهار والجداول والقنوات والبحيرات التي تنتشر بين مدنها وداخل هذه المدن، وهي تعتبر من أهم المعالم التي تجتذب ملايين السياح إليها سنويا.
وفي محاولة لتوفير مزيد من الأمكنة لمحبي الإقامة في «المخيمات»، والعيش على الطبيعة قرب الماء، ابتكرت دائرة السياحة الهولندية أخيرا مخيما عائما على الماء لكل من يرغب في التغيير. وسيجري مطلع هذا الصيف تدشين هذا المخيم، الذي منحته الدائرة السياحية تقدير 5 نجوم، مقارنة بالمخيمات الأخرى، في مقاطعة فيلفولاند.
وبالتالي، ستسنح الفرصة لمئات السياح لتمضية وقتهم في «المخيم العائم» في البحيرة الواقعة في الميرا بالقرب من أمستردام. وهذا يعني، أنه سيكون بإمكان السائح تمضية وقته في أمستردام وبلوغ «الكوخ العائم» - وهذا هو اسم المخيم - خلال فترة قصيرة.
ووفرت إدارة المخيم عشرات الطوافات الخشبية المسيجة التي يستطيع السائح نصب خيمته عليها. والطوافة مزودة بكرسيين ومنضدة تحتوي داخلها على موقد لشواء اللحم والسمك، وذلك لأن كراء الطوافة يعني السماح تلقائيا بالصيد أيضا. والموقد يختفي في جوف المنضدة فاسحا المجال أمام منضدة طعام.
وليست هذه كل التسهيلات المقدمة، بل سيتاح للسائح أن يربط الطوافة بحبل إلى ساحل البحيرة أو النهر، وإطلاقها سائبة لتدور به بلا تعيين، أو استخدام محرك صغير للتنقل بها بين ضفاف البحيرة وإلى الأنهر التي تصب فيها.
وحسب مارك هوغلاند، رئيس المشروع، فإن فكرة المخيمات العائمة لا توفر المتعة لساكنيها فحسب، بل إنها تقدم حلولا للكثير من المشكلات، ومن أهمها المطر الذي قد يفاجئ المخيمين ليلا - في بعض الأحيان - فيغرق أفرشتهم ومعداتهم، ثم هناك الحمامات الجماعية، ومصادر الكهرباء والماء، وأخيرا وليس آخرا، فإن العوم على سطح الماء قد يكون وسيلة فعالة لتجنب «لصوص المخيمات» الذين يتحينون الفرص لاستغلال غياب المخيمين. وضمن هذه الشروط، ونظرا للمتعة والإمكانات المتوفرة، فالمبيت في «المخيم العائم» لا يكلف أقل من 60 يورو في اليوم لشخصين، أي ما لا يقل عن تكلفة المبيت في فندق بسيط.