ألمانيا: عامل كهربائي يحصّل حقه بطريقة «المافيا»

لم يسدّدوا له فواتيره بالكامل.. ففجر بيوتهم

TT

في أغسطس (آب) 2009 هز انفجار كبير مدينة فيرنهايم الصغيرة الواقعة بالقرب من مدينة مانهايم (ولاية بادن فورتمبرغ) بجنوب غربي ألمانيا، وظن الجميع يومذاك أن الانفجار ناجم عن قنبلة من مخلفات الحرب العالمية الثانية، كما هو مألوف في البلاد. لكن انفجارا آخر في بيت قريب لم يترك أي مجال للشك في وجود «حرب» من نوع آخر على بعض سكان المدينة.

واتضح بعد التحريات أن قائد «الحرب» الجديدة هو العامل يورغ بشتهايم (45 سنة) الذي يعيش في فيرنهايم ويؤدي بعض الأعمال الكهربائية لسكانها. ولقد اعترف بشتهايم أمام قاضي محكمة الجزاء بمانهايم أنه إنما فجر البيتين لكي يلقن ساكنيهما «درسا» في ضرورة الالتزام بدفع الفواتير كاملة وغير منقوصة.. وفي موعدها المحدد.

واتضح أيضا أن العائلتين كانتا قد سددتا الفاتورتين غير كاملتين بحجة أن العامل لم يؤد العمل كما يجب، وطالب بأجر عال بشكل استثنائي، بالإضافة إلى أن العائلتين بدأتا تعانيان من المشكلات نفسها في الكهرباء بعد أيام قليلة من تصليح الأعطاب. وفي المقابل، يزعم بشتهايم أنه أدى واجبه بالكامل واستخدم مواد جديدة ومكلفة لدى إنجازه التصليحات المطلوبة.

وكان من حسن طالع بشتهايم، وحسن طالع العائلة الأولى أيضا، أن العائلة كانت في رحلة سياحية خارج ألمانيا حين حصل «العطب» في أسلاك رأس عامل الكهرباء. ولاحظت العائلة الثانية، لحسن طالعها أيضا، ما جرى للعائلة الأولى، وشاهد أفرادها بشتهايم يحوم حول منزلهم، فغادروا البيت مسرعين طالبين النجدة من الشرطة.

وبعد انكشاف القصة لجأ العامل الكهربائي إلى بيته، وتحصن فيه، مهددا بتفجير نفسه والبيت إذا ما تقدم رجال الشرطة منه. وبعد مفاوضات استغرقت 28 ساعة أمكن إقناع بشتهايم بتسليم نفسه وتوكيل محام يدافع عنه. وجرى بعد ذلك إطلاق سراح الرجل بكفالة وأحيل إلى طبيب نفسي، لكن المحكمة لم تأمر بمنعه من ممارسة عمله.

وللعلم، فتحت النيابة العامة، أمس فقط، تحقيقا جديدا مع بشتهايم بعدما هز انفجار بيت عائلة في بلدة قريبة من فيرنهايم القريبة، ومع أنه تبين أن العامل الكهربائي نفسه أدى للعائلة بعض الإصلاحات، فإنه نفى التهمة عنه، ولم يستبعد المحققون أن يكون وراء الانفجار الأخير عطل في قارورة غاز.