العاطلون في فرنسا «يُضربون» عن العمل

احتجاجا على «الشروط المهينة» لمكاتب التشغيل

TT

تلبية لدعوة من عدة تجمعات للعاطلين عن العمل، تظاهر في باريس والمدن الفرنسية الكبرى، أمس، الآلاف من الذين فقدوا أعمالهم بسبب الأزمة الاقتصادية. وتوجه العشرات من العاطلين إلى مكاتب التشغيل في أنحاء البلاد، فاحتلوها معلنين «الإضراب» عن الانصياع للشروط المجحفة التي تفرض عليهم أشغالا لا تتناسب ومؤهلاتهم.

انطلقت فكرة إضراب العاطلين عن العمل من مقاطعة البريتاني، بغرب فرنسا. وتجمع عدد من الناشطين في ساحة تقع وسط مدينة رين، العاصمة التاريخية للمقاطعة، ودعوا لأن يكون الثالث من مايو (أيار) بداية للإضراب الذي من المقرر أن يستمر، في الأيام التالية، والاعتصام في ساحة البرلمان بين العاشرة صباحا والسادسة بعد الظهر. وبعد اجتياح قصير لمكاتب الضمان الاجتماعي، تدخلت الشرطة وأخلت المكان من المتظاهرين.

وتراوحت شكاوى المضربين ما بين الاحتجاج على المعونة المالية الضئيلة التي يوفرها نظام الرعاية الاجتماعية لهم، والضغوط التي تمارس عليهم للقبول بأي عمل بسيط تحت طائلة الحرمان من المعونة في حال الرفض. ولفت المتظاهرون النظر إلى ما سموه «منطق الرقابة والاستغلال»، الذي تتعامل به مكاتب التشغيل مع المتعاملين معها. كما دعا المضربون إلى كسر عزلة العاطلين عن العمل إزاء المؤسسات الرسمية، التي لا تستمع إلى معاناتهم، بل تعمد إلى شطب أسماء نصف مليون شخص من قوائم المساعدة، كل عام، بسبب تراجع فرص العمل المناسب.

ويبلغ عدد الذين يقومون بأعمال هامشية لعدم توافر مجال في تخصصاتهم مليوني وثلث المليون في فرنسا. وهو رقم يتصاعد منذ 15 سنة، وتفاقم بعد الأزمة الاقتصادية الأخيرة. وبين المتظاهرين أعداد من الفنانين والعاملين في السينما والمسرح ممن ينقطع رزقهم بين مسرحية وأُخرى أو بين دور سينمائي وآخر. ولقد توجه المحتجون إلى أكبر مركز حكومي للتشغيل في باريس، واحتلوا الطابق العلوي منه، ورفعوا على واجهته لافتة قماشية كبيرة تعلن «إضراب» العاطلين عن العمل عن «القبول بشروط مكتب العمل».