الجوال في ألمانيا يتحول إلى دليل لمنافذ الطوارئ عند حدوث الكوارث

فوائد جديدة بجانب مهمته الأساسية كهاتف

TT

للهاتف الجوال، طبعا، كثير من الفوائد، وفي المقابل له بعض السلبيات، مثل استحالة التذرع بأنك لم تكن في المنزل لحظة اتصال شخص مزعج ترغب في التهرب من الالتقاء به. ولكن، بصفة عامة، تظل الفوائد أكثر بكثير من المنغصات، وعلى رأسها قدرته على إنقاذ حياتك فعلا عند حدوث كارثة حقيقية.

نعم. فمن الآن فصاعدا، غدا متيسرا استخدام تقنية ألمانية حديثة كفيلة بتحويل الهاتف الجوال إلى دليل لخرائط الهرب من البنايات المغلقة والملاعب في حالات الطوارئ. وجرى تطوير نظام «الهرب من الكوارث» في معهد فراونهوفر الألماني للتقنية الإلكترونية في مدينة نورنبورغ، بجنوب ألمانيا. أما التقنية، فعبارة عن شريحة إلكترونية منمنمة تدمج في الجهاز وتحتوي على 8 برامج مختلفة لحفظ طرق النجاة وإظهارها على شاشة الجوال الصغيرة. ويعمل الجهاز بتقنية تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية لتحديد مكان وجود حامل لجوال، ويستخدم لاحقا الخرائط المبيتة فيه لإرشاد حامله إلى طرق الخلاص. وطبعا، بمقدور صاحب الهاتف شراء خرائط طرق النجاة المختلفة، الخاصة بكل موقع، وحفظها كل مرة على الهاتف، مع فرصة استبدالها حسب الحاجة.

ستيفن ماير، من معهد فراونهوفر، أفاد أن الهاتف الجوال سيتحول إلى «منقذ» سواء حُشر صاحبه في ملعب مغلق انفجرت بداخله قنبلة، أو داخل دار سينما اندلعت فيها حريق، أو نفق للسيارات انسد بفعل حادثة، «فالبرنامج يظهر موقع الشخص، ويختار له أقصر وأقرب وأسلم منافذ الخروج، ومن ثم يقوده خلال دقيقة إلى الخارج. ويعمل الجوال كل هذا بدقة كبيرة، ولقد ثبت أن احتمال الخطأ، في كل باب أو منعطف أو مخرج، لا يزيد على متر واحد».

وحقا، جربت كفاءة النظام حتى الآن في مختبرات المعهد ونجح الجوال في إنقاذ حياة حامله خلال أقل من دقيقة. وفي خطوة لاحقة سيجرب في ملعب مغلق وبحضور جمهور كبير، وسيقيس العلماء الفترة الزمنية التي يستغرقها حامل الجوال لتجنب الزحام وحالات الذعر والنفاذ بجلده. واختار المعهد ملعب بيتزنبيرغ المغلق في مدينة كايزرسلاوترن، في جنوب غربي ألمانيا، لتجربة نظام الإرشاد إلى منافذ النجاة. ويقول ماير إن الخيار وقع على هذا الملعب، الذي يتسع لـ40 ألفا، لأن منافذ النجاة فيه قليلة ومعقدة، وهو موجود على تل عال قرب منطقة سكنية، ولا تقود إليه سوى 3 شوارع فقط.