أزمة قانونية بين هولندا وألمانيا.. بسبب شجرة

سقطت على الطريق وتسببت في حادثة لسيارة ركاب

TT

كان المواطن الهولندي مارك ج. يزور أصدقاءه الألمان في مدينة فيرزن الألمانية الحدودية حين تفاجأ بشجرة ساقطة على الطريق حرفت مسار سيارته، فاصطدم بشجرة أخرى، وتحولت سيارته الـ«مرسيدس» الجديدة فجأة إلى خردة.

من حسن طالع الهولندي وعائلته أنه لم يلق حتفه في تلك الحادثة، إلا أن سيارته تحطمت تماما. ولكن كان لا بد للمسؤول عن سقوط الشجرة على الطريق دفع تعويضات له عن ذلك. وبالفعل، رفع مارك ج. دعوى إلى شرطة مدينة مونستر (غرب ألمانيا) غير أن المحكمة لم تحسم الأمر حتى الآن «لأنها غير متيقنة» من هوية مالك الشجرة الساقطة.

فبينما يقول محامي الهولندي إن ملكية الشجرة تعود إلى الدولة الألمانية، يؤكد القاضي الألماني أنه غير متأكد من ذلك نظرا لوجود مزرعتين خاصتين قريبتين من الطريق. والتحقيقات جارية الآن لمعرفة حدود المزرعتين وما إذا كانت الشجرة تعود إلى إحداهما. عدا عن ذلك، فإن الشجرة، من وجهة نظر محامي الدفاع، حتى إذا كانت ملكية خصوصية فإنها سقطت على طريق عام تعود ملكيته للدولة. ولكنه حتى اللحظة عجز عن إثبات مسؤولية الدولة الألمانية عن سقوطها. الشجرة، بالمناسبة، شجرة سنديان كبيرة يبلغ قطر جذعها أكثر من نصف المتر، حسب تقرير الشرطة. ولا يثبت تقرير الأحوال الجوية حصول أي عواصف مطرية في الأيام التي سبقت وقوع الحادثة، كما لم تكشف الفحوص الزراعية المتخصصة عن وجود أي مرض تعاني منه الشجرة أدى إلى سقوطها. كما أنه ثبت أن الشجرة لم تسقط بيد إنسان لعدم وجود آثار فؤوس أو منشار أو ما شابه ذلك. ولزيادة الأمر تعقيدا فشل محامي الدفاع في إثبات إهمال دائرة حماية الغابات في رعاية الأشجار في المنطقة، لأن الأشجار القريبة من الشجرة الساقطة سليمة تماما، ثم إنه ليس هناك خلل في التربة لأن الشجرة لم تقتلع عن جذورها، بل انكسر جذعها من مسافة متر عن الأرض.

مارك ج. في هذه الأثناء ينتظر ما ستتمخض عنه التحقيقات حول علاقة الشجرة بالمزرعتين الخاصتين، إن وجدت. وهدد، في حال حرمانه من التعويض المستحق، برفع القضية مجددا أمام المحاكم الهولندية، ثم الأوروبية أيضا إذا اقتضى الأمر.