انقلاب عاصف في لجنة اختيار ملكات جمال فرنسا

الرئيسة التاريخية استقالت وتهدد بتنظيم مسابقة موازية تلتزم الحشمة

TT

«إني خيّرتك فاختاري».. هذا هو الشعار الحالي لجنفياف دو فنتونيه، السيدة الحديدية التي تتولى تنظيم مسابقات الجمال الفرعية والكبرى في فرنسا منذ 54 عاما. والشعار مطروح على اللجان الإقليمية كافة في مناطق البلاد التي عليها أن تختار بين أن تتبعها في انقلابها على شركة «أنديمول» التي تملك حقوق تنظيم المسابقة تحت اسم «مس فرانس»، وأن تبقى مع الشركة التي تملك إمكانيات هائلة وتنتج عددا من أشهر برامج المنوعات للتلفزيون.

دو فنتونيه، ملكة الجمال السابقة التي تبلغ من العمر حاليا 78 عاما، هي وجه من وجوه المشهد الفرنسي العام. وقد نجحت، ببدلاتها التي لا تخرج على اللونين الأبيض والأسود وقبعاتها التي لا تفارق رأسها، في أن تحصل على شعبية واسعة تؤهلها لقول كل ما تريد، بصراحة، وتشفع لها في ذلك سمعتها كسيدة محافظة، وسليطة اللسان في الوقت ذاته. وبعد عقود من الإشراف على تنظيم مسابقة ملكة جمال فرنسا، برفقة زوجها في البداية ثم مع ابنها بعد رحيل الزوج، وجدت المديرة نفسها غير قادرة على مجاراة الأعباء المادية للمسابقات الفرعية التي تجري على مدار العام لاختيار ملكات جمال المحافظات وتنتهي في آخره بانتخاب الحسناء التي تحمل تاج الجمال الفرنسي. وكان الحل أنها قبلت بالعرض الذي قدمته لها شركة «أنديمول» التي اشترت حقوق المسابقة، عام 2002، وهيأت لها الشروط اللازمة لاستقطاب اهتمام الجمهور ووسائل الإعلام بها.

لكن شهر العسل بين مدام دو فنتونيه والمسؤولين عن الشركة لم يدم طويلا. وبدأت المشكلات عندما وافقت حسناوات تحملن لقب «ملكة جمال فرنسا» على التقاط صور مكشوفة لهن، جرى تسريبها إلى المجلات الشعبية. وثارت ثائرة السيدة ذات القبعة البيضاء والسوداء وطالبت الشركة بنزع اللقب عن أي متسابقة لا تلتزم شروط الحشمة وتحترم اللقب الذي تحمله. ووجدت «أنديمول» نفسها مضطرة إلى مسايرة رئيسة اللجنة، في البداية، لكن الأمور أفلتت وتكررت حوادث التمرد، خصوصا أن انتشار المواقع الاجتماعية على «الإنترنت» والصور المتبادلة عبر الهاتف بات يحول دون تطبيق الشروط المطلوبة. وكانت القطرة التي طفحت بها الكأس تعاقد شركة «أنديمول» مع الملكة السابقة لجمال باريس، كيلي بوشينكو، للظهور في أحد برامج الواقع التي تنتجها. وتمهيدا لذلك ظهرت صور مكشوفة للملكة على غلاف إحدى المجلات المحلية.

قدمت جنفياف دو فنتونيه استقالتها وأعلنت في مؤتمر صحافي عقدته في مدينة رين أول من أمس، أنها بصدد الاستمرار في تنظيم مسابقة لاختيار حسناء تمثل الجمال الفرنسي، ولكن تحت اسم آخر، قالت إنها ستعلن عنه في حينه. وكان من الطبيعي أن ينقسم الوسط «الجمالي» إلى فئتين: فئة محافظة تتبع الرئيسة التاريخية وتؤمن بأن من المَعيب امتهان جمال الملكات، وفئة تتبع الشركة وترى أن الجمود «العقَدِيّ» لا يناسب العصر.