ليس مستغربا لجوء بعض أصحاب الشكاوى والراغبين في الاحتجاج على سياسات حكومة ما، أو الانتقام من أحد مسؤوليها، إلى إرسال طرود تحوي متفجرات أو دمى ومساحيق بهدف الترويع والتهديد، لكن ما شهده مكتب وزير الزراعة في نيوزيلندا أمس كان سابقة تدخل حقا باب الطرائف.
فحسب وكالات الأنباء العالمية، أثار طرد مرسل إلى مكتب الوزير الواقع في مبنى المجمع الحكومي الشهير المعروف بـ«قفير النحل»، نسبة إلى تصميمه المعماري، في العاصمة ويلينغتون، حالة من الذعر والهلع. وتسبب في إجلاء وزراء الحكومة عن مكاتبهم، وبينهم رئيس الحكومة جون كي الذي لجأ إلى مقهى قريب، قبل أن يتبين أنه يحوي «شحنة» من الذباب الحيّ الطنّان.
خلال الجلبة الشديدة استدعيت وحدة من خبراء المتفجرات والمفرقعات، وأغلق المجمع الحكومي المتاخم لمبنى البرلمان بعد إخلائه لمدة 90 دقيقة، وذلك في أعقاب عثور موظف فتح الطرد على أسلاك ملتوية وعبارة «هذه قنبلة عنقودية» مكتوبة على الغلاف الداخلي. ولاحقا ذكر أن الطرد يحوي ما يعرف بـ«ذباب عنقودي»، سمي بهذا الاسم لأنه يتواصل من خلال إفراز هرمون «الفيرومون» ويستدعي بعضه بعضا ويتجمع في شكل عناقيد. ويقال إن هذا الذباب يشكل حاليا مشكلة متزايدة في الريف.
وفي حين تفيد تقارير أن الطرد وصل إلى مكتب الوزير صباح أمس بعد مروره عبر أجهزة المسح العادية، رفضت الشرطة التعقيب على الحادث، مكتفية بالإشارة إلى أنه قيد التحقيق الجنائي.