أعلنت المكتبة البريطانية أمس أنها شرعت في تنفيذ مشروع لتحويل نحو 40 مليون صفحة من الصحف، التي يعود قسم منها لأكثر من ثلاثة قرون ونصف القرن، إلى الصيغة الرقمية لتخزينها إلكترونيا. وسيتمكن الباحثون، بعد الانتهاء من تحويل محتويات الصفحات المطبوعة، وتوظيف وسائل البحث الإلكتروني، من التعمق في دراسة حياة المجتمع البريطاني بسهولة، منذ بدايات القرن الثامن عشر حتى الآن.
المكتبة البريطانية توفر حاليا نحو 750 مليون صفحة مصورة من صفحات الصحف - وهي أكبر مجموعة من نوعها في العالم - على أفلام صغيرة جدا توضع في مجلدات كبيرة. ويتوجه الباحثون عادة إلى بناية الأرشيف المخصص لتلك الصحف، وتقع شمال العاصمة البريطانية لندن، لغرض الاطلاع عليها. ويضم الأرشيف نحو 5200 عنوان من الصحف الوطنية والمحلية.
وأشار مسؤولون في المكتبة إلى أن المشروع الجديد سيركز أولا على توثيق الأحداث التاريخية للقرن التاسع عشر، ومنها حرب القرم وحرب البوير، أو (البور)، ثم الحركة النسائية البريطانية للدفاع عن حق المرأة في التصويت. ويهدف المشروع أيضا إلى جمع الوثائق الخاصة بالتاريخ العائلي للأسر البريطانية، والأنساب، إضافة إلى حماية الأرشيف نفسه. ووفق كلام بن ساندرسون، الناطق باسم المكتبة، «سيكون المشروع أكبر عملية تحويل جماعي إلى الصيغة الرقمية للصحف القديمة في بريطانيا».
أما لين برايندلي، مديرة المكتبة، فترى أن المشروع «سيساعد على المحافظة على أرشيف الصحف للأجيال الجديدة من الباحثين المتعودين على الحصول على المعلومات والبحث عنها بكومبيوتراتهم المحمولة». وفي حين لم تعلن المكتبة إلى الآن تكلفة المشروع الذي يستغرق 10 سنوات، ذكر المسؤولون أن تكلفة تنظيف صفحة واحدة من صحيفة وتحويلها إلى ملف إلكتروني، تبلغ نحو 1.4 جنيه إسترليني (أي أكثر من دولارين).