«فيديو كليب» مرتجل لعمال مصريين يحقق رواجا

يغنون فيه عن فشل مفاوضاتهم مع السلطات

TT

«فيديو كليب» مرتجل لعمال مصريين بدأ يحقق رواجا، حيث يظهرون فيه وهم يغنون ويعزفون على دفوف وآلات معدنية. ويردد العمال كلمات على الألحان، يروون فيها فشل مفاوضاتهم مع السلطات بشأن حقوقهم العمالية. وراج الفيديو الذي تصل مدته إلى 6 دقائق خلال اليومين الماضيين، وظهر أيضا على الموقع الاجتماعي «فيس بوك». العمال يظهرون في الفيديو وهم يتبادلون وصلات الغناء في مقر اعتصامهم على الرصيف أمام مبنى البرلمان بوسط القاهرة. وعلى طريقة شعراء الربابة المصرية يقص العمال رحلة التفاوض مع المسؤولين، ويتفننون في تقريع عدد ممن يعتبرونهم ممتنعين عن الوفاء بحقوقهم.

تصوير الفيديو كليب تم بكاميرا هاتف جوال، ويستعرض على إيقاعات «الموسيقيين» صور المغنين الذين هم في الأساس عمال الشركة المضربون، في مقر شركتهم في مدينة العاشر من رمضان. ويبدو في خلفية الصورة باقي العمال وهم ينشدون مع الكورس وقد افترشوا الرصيف المتاخم لسور البرلمان.

المطربون (العمال) كانوا يحيون الكاميرا أيضا، فيما يشارك زملاؤهم بالتصفيق والرقص بالعصي على الطريقة المصرية الشهيرة. وتتعالى أصوات أخرى متناغمة في الخلفية كنوع من التوزيع الموسيقي للعمل المرتجل.

ويشعر العمال بالرضا كون أغنيتهم وصلت سريعا للجمهور، حيث يطالبون بصرف متأخرات لأجورهم، وتوفير فرص عمل جديدة لهم، في حال استمرار توقف نشاط الشركة المتخصصة في إنتاج الغزل والنسيج.

استخدم العمال، قبل أن يلجأوا للغناء، وسائل كثيرة للتعبير ولفت الأنظار إلى مطالبهم، منها الوقوف على رصيف البرلمان بالملابس الداخلية، وكتابة شعارات احتجاجية على أجسادهم. وفي الليل يفترشون الرصيف ويخلدون للنوم استعدادا ليوم جديد.

عدد عمال الشركة المضارين يبلغ نحو ألفي عامل، لكن الملازمين للاعتصام على رصيف البرلمان يبلغ عدة عشرات كما ظهر في طريقة الاحتجاج الجديدة بالفيديو كليب، التي بدأت تحقق لهم رواجا وأرباحا.

وقال مصدر في الحكومة أمس إن وزيرة القوى العاملة، عائشة عبد الهادي، سوف تعلن اليوم (الأحد) انتهاء أزمة هؤلاء العمال وصرف مستحقاتهم المالية، لكن حتى العمال أنفسهم يقولون إنهم لا يعرفون ماذا سيكون مصير فرقتهم الغنائية الارتجالية الجديدة، بعد النجاح الذي حققته مؤخرا.