لأيام معدودة.. أعشاب وأشجار تزحف على «الشانزليزيه»

أجمل جادة في العالم تصبح مرجا أخضر بمبادرة من فنان

TT

اعتبارا من مساء أمس ، ولمدة 3 أيام، ستتوقف حركة المرور في جادة «الشانزليزيه» بالعاصمة الفرنسية باريس لتحتلها الأشجار، وتزحف على الإسفلت القاتم أعشاب يانعة ونباتات تبشر بحلول الربيع الحقيقي، بعد موجات متتالية من البرد والطقس الممطر. ويقف وراء تنفيذ الفكرة، التي تكلفت أكثر من 4 ملايين يورو، فرنسي متخصص بفنون الشارع، يدعى غاد فاي. زوار باريس وأهلها لن يقصدوا «الشانزليزيه» في مرور سريع ولن يتذمروا من استحالة الحصول على مكان لإيقاف السيارة فيها. فقد دعت بلدية العاصمة الباريسيين وضيوفهم إلى ركن سياراتهم في أماكن بعيدة والحضور سيرا على الأقدام أو بواسطة «المترو»، للتريض في أجمل جادات العالم، والاستلقاء على العشب النابت فيها والتمتع بأشعة الشمس التي يبدو أنها تواطأت مع صاحب الفكرة. وجرى تجهيز 8 آلاف سجادة، يزيد طول كل منها على المتر، مزروعة بنحو 150 نوعا مختلفا من النباتات العطرية لفرشها على أرضية الجادة العريضة الشهيرة، بالإضافة إلى 150 ألف شتلة و650 شجرة يتراوح ارتفاعها بين 4 و7 أمتار و11 ألف شجيرة لغرسها على أرصفته.

أما غاد فاي، فقد استبق الحدث بأن وزع صورا تحمل توقيعه وتظهر فيها «الشانزليزيه» كما يتصوّرها بعد أن تغزوها الخضرة. وقال إنه أراد أن يجمع في بقعة واحدة تمتد من ساحة «قوس النصر» (الإيتوال) وحتى ساحة «المسلة المصرية» (الكونكورد) كل ما تشتهيه النفس من حدائق مفتوحة وأماكن للقاء. وتقوم الفكرة، التي لا يمكن أن تخطر إلا على بال شاعر، على الربط بين البشر والطبيعة، وذلك من خلال تحويل جادة تجارية مزدحمة بالمؤسسات والمصارف والمطاعم إلى ريف نموذجي هادئ.. وسوق لما ينتجه المزارعون ونساء القرى من مربيات وعصائر وأجبان وحلويات طبيعية.

ورغم المبلغ الطائل للتنفيذ، الذي أسهمت في أغلبه جهات خاصة، فإن المشهد القروي سيختفي من «الشانزليزيه» مع الساعة الثامنة من صباح الثلاثاء المقبل، لتعود الجادة أرضا للواقع، لا للسينما.