متقاعد يشتكي عرافة أخذت نقوده ولم تعد إليه حبيبته

القلق على المستقبل يدفع 10 ملايين فرنسي إلى استشارة المنجمين سنويا

TT

وقفت أمام قاضي الجزاء في محكمة «كليرمون فيرون»، جنوب وسط فرنســـــــــا، قبــــــــــل أيام، عرافة متخصصة في قراءة الطالع، لتُحاكم بتهمــة استغلال شخص في موقف ضعف، وذلك بعد أن تحايلت على متقاعد وأخذت منه 27 ألف يورو، مقابل أن تحنن قلب حبيبتــــــــــــــــــه فتوافق على الاقتران به. وصاحب الدعوى ليس حالة فريدة بين مواطنيه، فقد كشفت إحصائية حديثة أن 10 ملايين فرنسي يواظبون على استشارة العرافات، سنويا. وكان الرئيس الراحل فرانسوا ميتران واحدا منهم. واعترف المدعي بأنه يشعر بالخجل لأنه كان أشبه بالمنوَّم ووقع فريسة سهلة للعرافة. وقال إن من الطبيعي أن أعمالها لم تأت بنتيجة، لكنه دافع عن نفسه بأنه كان في حالة يأس شديد، وأن الغريق يتشبث بأي قشة. ولما استعاد رشده وأدرك مقدار خسارته المادية قرر التقدم بشكوى ضد العرافة، بناء على نصائح معارفه الذين أكدوا له أنه تعرض للنصب.

وزار المتقـــــــــــاعد العرافة في عيادتها، للمرة الأولى، عــــــــــــام 2007، بعد أن قرأ إعــــــــــــــــلانا كانت قد نشـــــرته وقالت فيه إنها متخصصة في التقـــريب العاطفي واســــــــــتعادة الحبيــــــــب. واستمرت زياراته لها بانتظام لمدة سنتين. وكانت تقرأ له في الورق وتكتب له تمائم وتؤكد أنها ستعيد حبيبته إليه، كما تلقت منه الكثير من النقود مقابل أن تعمل له تعاويذ زعمت أنها تقوم بها في الليل باستخدام مواد خاصة. وأوضح المدعي أنه لا يملك أي دليل على أنها أنجزت تلك التعاويذ، بالفعل، وليس متأكدا من أنها عملت له أي «عمل» سحري، لكن الأكيد هو أن علاقته مع صديقته لم تتحسن.

وتبين للمحكمة أن العرافة البالغة من العمر 59 عاما لا تحمل أي شهادة تعليمية، لكنها تقدم نفسها كعرافة ومحللة نفسية. وقد دافعت عن نفسها بالقول إن زبونها ليس بالرجل الجاهل، بل هو في منتهى الذكاء، وكان يدرك ما يطلبه منها. وأضافت أنها حاولت أن تقنعه بأن المرأة التي يرغب في الزواج منها لا تناسبه. كما زعمت أنها كانت على استعداد، في النهاية، لأن تعيد إليه نقوده. أما محاميها فقد طلب لها البراءة. يذكر أن 150 ألف شخص يمتهنون العرافة والتنجيم في فرنسا. ويطلق أغلبهم على نفسه صفة وسيط روحي «ميديوم».