انتحار عامل عاشر في مصنع صيني ينتج جهاز «آي باد»

شركة «آبل» تحقق في انتهاك حقوق العمال بعد يوم من طرح الجهاز في السوق البريطانية

TT

سجلت حالة الانتحار العاشرة قفزا من مكان مرتفع العام الحالي في مصنع «فوكسكون تكنولوجى» للإلكترونيات جنوبي الصين، بعد ساعات من زيارة إلى المصنع قام بها رئيس المجموعة المالكة في محاولة لوقف موجة حوادث الانتحار هناك. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) نقلا عن الشرطة إن آخر حالة انتحار في شركة «فوكسكون تكنولوجى» في شينتشن كانت لرجل، 23 عاما، توفي في وقت متأخر من أمس الأربعاء. ورآه شهود عيان يقفز من شرفة بالطابق السابع لأحد المهاجع التابعة للشركة.

وتنتج «فوكسكون»، أكبر شركة تصنيع في العالم للإلكترونيات، أجهزة كومبيوتر وهواتف جوالة وأجهزة ألعاب فيديو لحساب شركات مثل «آبل» و«سوني» و«ديل» وشركة «هيوليت باكارد» و«نوكيا».

ويعمل نحو 420 ألف شخص في المصنع وأغلبهم يقيمون في مهاجع على أرض المصنع.

وقالت شركة «آبل» الأميركية العملاقة إنها بصدد التحقيق في الادعاءات بأن العمال الذين يصنعون جهازها «آي باد» الذي طرح في السوق البريطانية أمس يتعرضون لتعامل لا إنساني من قبل السلطات الصينية التي تدير المصنع.

وقالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية إنها اطلعت على بعض الوثائق التي تبين أن سلطات المصنع لا تحترم أيا من قوانين العمل وحقوق العمال، كما أنها لا تعير أي انتباه لقضايا السلامة في بيئة العمل.

ووقعت 12 محاولة انتحار مماثلة بالقفز من مكان مرتفع في «فوكسكون» العام الحالي. ولم ينج من هذه المحاولات إلا عاملان.

وجاءت آخر حالة انتحار بعد زيارة تيرى كيو رئيس مجموعة «هون هاي» التايوانية التي تمتلك «فوكسكون» إلى المصنع المترامي الأطراف ومعه صحافيون للرد على الاتهامات التي تقول إن سوء ظروف العمل وسوء معاملة العمال هناك يؤديان إلى الانتحار.

واشتكى البعض على الإنترنت من ساعات العمل الطويلة ومن ساعات العمل الإضافية كل يوم تقريبا والأجور المتدنية والضرب والإساءة اللفظية، ولكن أنكر مسؤولو شركتي «فوكسكون» و«هون هاي» الإساءة إلى العمال، وقال كيو إن المصنع «ليس مكانا للسخرة».

وأعرب كيو عن حزنه حيال حوادث الانتحار، وأعلن أول من أمس فرض إجراءات لمنع حدوث مزيد من حالات الانتحار بينها نصب شباك حول المباني وإحضار أطباء نفسيين وتدريب العمال على أن يكونوا مستشارين نفسيين لزملائهم. وأوضح الخبراء أن من الأسباب المحتملة لموجة حوادث الانتحار ضغط العمل ونقص التواصل الاجتماعي للعمال المهجرين بالإكراه من مواطنهم، والعزلة الشخصية.