ألمانيا: حليف شرطة المرور يسقط ضحية غراماتها

«هورست غرامة».. طابخ السم آكله

TT

يمارس الألماني هورست نيكرمان (56 سنة) هواية غريبة منذ إحالته على التقاعد المبكر قبل سنوات، فهو مولع بتبليغ شرطة المرور عن أصحاب السيارات الذين يخالفون في رصف - أو ركن - سياراتهم بصورة صحيحة في الأماكن المخصصة لها.

لهذا، غدا نيكرمان حليفا وصديقا حميما لرجال شرطة المرور، ولا سيما أن وشاياته التطوعية بأصحاب السيارات تجاوزت الـ15 ألف وشاية حتى الآن. وكثيرا ما فاخر «هورست غرامة» - كما يلقبه أبناء مدينة اوستيروده في ولاية سكسونيا السفلى (شمال غربي ألمانيا) - بأنه ملأ خزانة الولاية بأكثر من 160 ألف يورو نجمت عن تبليغاته والغرامات التي أعقبتها. عدا عن ذلك، أدت تبليغاته عن بعض المواقف المرورية الخطرة إلى استخدام الهليكوبترات 5 مرات عام 2008.

لكن لكل شيء نهاية، إذ فوجئ «هورست غرامة» أخيرا حين عثر في صندوق بريده على تبليغ بغرامة مالية مقدارها 10 يوروات بسبب قيادته السيارة بسرعة 63 كم/ساعة في شوارع المدينة في حين أن السرعة القصوى هناك محددة بـ50 كم/ساعة. بل إن شرطة المرور أرسلت له صورة التقطها له الرادار وهو يقود السيارة بتلك السرعة.

الآن يرفض نيكرمان دفع الغرامة رغم ضآلتها، ويعتبر أن من المشين لشرطة المرور أن تقسره على دفع 10 يوروات بعدما وفّر لها الآلاف. بل إن «هورست غرامة» يريد قلب المنضدة على رأس شرطة المرور، كما يقول، ولذا رفع دعوى قضائية ضدها بتهمة تعديها على حريته الشخصية وتصويره في سيارته بالضد من إرادته. كذلك هدّد بالكف عن رصد المخالفين في رصف السيارات إلى حين تخلي الشرطة عن الغرامة المفروضة عليه.

على أي حال، بانتظار تبرئته من تهمة تجاوز السرعة القصوى، وكي لا يشعر «هورست غرامة» بالملل، سيمارس من الآن فصاعدا هواية رصد المخالفين في فرز النفايات ومن يلقون النفايات ليلا في غير الأماكن والأيام المخصصة لها.