أعلن المسؤولون في مصرف «كريدي أغريكول»، أحد أكبر بنوك فرنسا، قطع حملتهم الإعلانية التلفزيونية التي يظهر فيها أعضاء المنتخب الوطني لكرة القدم، قبل انتهاء الفترة المحددة لها، لما وصفوه بـ«الأحداث الأخيرة في المونديال» التي كشفت خلافات صارخة بين اللاعبين والمدرب والإداريين، أدت إلى تراجع سمعة «الفريق الأزرق» الذي سبق له انتزاع كأس العالم عام 1998. كذلك، يتوقع أن تلغي سلسلة مطاعم شهيرة للوجبات السريعة حملتها الإعلانية التي تتضمن ملصقات تحمل صورة اللاعب نيكولا أنيلكا، بعد طرد الأخير من المنتخب لتوجيهه شتائم مقذعة لمدرب الفريق ريمون دومينيك.
في هذه الأثناء، نفى نجم كرة القدم المعتزل زين الدين زيدان، أمس، ضلوعه في الخلافات التي أدت إلى تصدع الفريق. وقال زيدان في مؤتمر صحافي عقده في جنوب أفريقيا إنه توقف عن المباريات، ولا يعقل أن يتصل باللاعبين لكي يوجههم في أسلوب اللعب. وأضاف اللاعب الجزائري الأصل، الذي يحضر مباريات «المونديال» بدعوة من الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، أنه كان «دائم الاحترام للأنظمة» ولم يبدر عنه أي تدخل في ما لا يعنيه. وجدد زيدان الإعراب عن تقديره للمدرب دومينيك، نافيا أي توتر بينهما. وكانت تقارير صحافية قد نسبت، قبل يومين، أسباب الخلاف بين أنيلكا والمدرب إلى تدخلات من زيدان الذي يكنّ له لاعبو المنتخب، وبالأخص أنيلكا وريبيري، محبة كبيرة ويعتبرونه مثالهما الأعلى.
هذا، وتصدرت التصرفات غير المسؤولة لبعض اللاعبين، في عز «المونديال» الحالي، أحاديث الفرنسيين بمختلف فئاتهم وطغت على متابعتهم لمباريات الفرق الأخرى. وانقسم الجمهور ما بين يائس من أحوال المنتخب ومتشبث بأمل أن يصحح «الزرق» صورتهم في الفرصة الأخيرة المتاحة أمامهم، اليوم، في مباراتهم مع منتخب جنوب أفريقيا. ولم تخل مواقف بعض الجهات من إشارات ذات طابع عنصري، نظرا لأن معظم لاعبي الفريق من أصول أفريقية وبينهم من اعتنق الإسلام.
أمس أيضا، دخل على الخط الممثل الكوميدي المغربي الأصل جمال دبوز مدافعا عن صديقه اللاعب المطرود أنيلكا. وقال الممثل ذو الشعبية العالية في حديث لإذاعة «أوروبا 1» إن أنيلكا «شخص خجول جدا ولديه صعوبات في التعبير عن نفسه». وأضاف أن اللاعب يأسف بمرارة لما آلت أليه الأحداث خلال اليومين الماضيين، حاثا الفرنسيين على الوقوف وراء فريقهم في مباراته المصيرية مساء اليوم.