لص بنوك يقاضي المستشارة الألمانية ميركل من سجنه

في نوبة حرص على أموال دافعي الضرائب

TT

يقول السجين، ولص البنوك السابق أندرياس ج.، إنه لا يستطيع أن يصدق بأن حفلة شواء أقامتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على شرف الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، تكلفت 8.7 مليون يورو. ولهذا رفع لص البنوك، الحريص - على ما يبدو - على أموال دافعي الضرائب، دعوى قضائية على «لصوص المستشارية» في محاولة لمعرفة كيف تم صرف كل هذا المبلغ. يستفيد أندرياس ج. هنا من قانون «حرية المعلومات» المثبت في دستور الولاية، والذي يسمح بكشف تفاصيل الميزانية أيضا. غير أن أطرف ما في الأمر أنه أصلا موجود في السجن، حيث يمضي فترة عقوبة لمدة 10 سنوات في سجن ولاية بادن فورتمبيرغ (جنوب غربي ألمانيا، عاصمتها شتوتغارت) إثر إدانته بعملية سطو نفذها في سويسرا قبل سنوات. وهو يطالب حاليا مكتب المستشارية بكشف كل الإيصالات التي تثبت أنه جرى بالفعل صرف كل هذا المبلغ. مما يذكر، أن ميركل كانت قد دعت بوش الابن إلى حفلة شواء خنزير بري في قريتها كويتزوف بولاية ميكلنبورغ - بومرانيا الخارجية (شمال شرقي ألمانيا) أثناء زيارته لألمانيا في أغسطس (آب) 2006. وعدا عن 500 أميركي، من رجال الم باحث والاستخبارات المركزية الأميركية ورجال الحماية الشخصيين الذين رافقوا الرئيس إلى ألمانيا، ساهم 12500 شرطي ألماني في حماية الحفلة. والمعتقد أن الحكومة الألمانية تحملت تكلفة نقل وإنزال كل هؤلاء بغية توفير الحماية اللازمة للرئيس الأميركي، مع العلم، أن الزيارة كلها لألمانيا لم تستغرق أكثر من نحو 36 ساعة، وأمضى بوش نحو 6 ساعات منها في حفلة الشواء في كويتزوف، حيث عاشت المستشارة الألمانية فترة طفولتها.

ويومذاك ذكر أن المستشارة خصصت مكافأة للصياد الذي يصطاد «أسمن» خنزير بري من غابات المنطقة، كما أوصت بتبليط بعض الشوارع وتحسين حالة الحدائق وزراعة الزهور، خدمة لسكان القرية، وتجميلا للمنظر بعيون الرئيس الأميركي.

بقي أن نشير إلى أن قاضي محكمة شفيرين، عاصمة ولاية مكلنبورغ – بومرانيا الخارجية، وكذلك مدير شرطتها، يقولان إنهما لا يعرفان الهدف الحقيقي الذي دفع لص البنوك لرفع الدعوى ضد دائرة المستشارة، لكن المحكمة حددت مع ذلك يوم 27 أغسطس المقبل للنظر في الشكوى المقدمة ضد أغلى حفلة شواء في العالم.