ساركوزي يلغي حفل غداء العيد الوطني التقليدي في قصر «الإليزيه»

الوضع الاقتصادي هو السبب المعلن.. والخروج المخزي من «المونديال» سبب إضافي

TT

في خطوة مفاجئة، قرر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلغاء حفل الغداء التقليدي الذي اعتاد رؤساء فرنسا إقامته نهار الاحتفال بالعيد الوطني في الرابع عشر من يوليو (تموز) المقبل. وذكرت مصادر في الحزب الحاكم أن قرار ساركوزي جاء تماشيا مع «الظرف الاقتصادي» الحالي.

وحسب التقاليد يُدعى إلى الحفل السنوي الذي يقام بحدائق قصر «الإليزيه» مئات الشخصيات السياسية والدبلوماسية والثقافية والعلمية والرياضية والإعلامية، وكذلك مجموعة من المواطنين العاديين الذين يجري انتقاؤهم من مختلف مدن البلاد وأريافها. ويعتبر الحفل الذي يعقب الاستعراض العسكري في جادة «الشانزليزيه» أشبه بالعيد الجماعي، الذي ترتدي فيه المدعوات أجمل الأزياء ويتحرر فيه المسؤولون من الرسميات، وتتناوله وسائل الإعلام بالكثير من التعليقات. وسبق للرئيس السابق جاك شيراك أن وجه الدعوة إلى مجموعة من شباب الضواحي الفقيرة ليكونوا ضيوفه في «الغاردن بارتي» الشهير، إلى جانب رؤساء المؤسسات وأعضاء البرلمان.

ولعل أشهر حفل من نوعه كان الذي جرى صيف عام 1998، بعد يومين من فوز المنتخب الفرنسي بكأس العالم في كرة القدم. ويومذاك دعا شيراك اللاعبين المنتصرين وزوجاتهم ليكونوا ضيوف الشرف على غداء الرابع عشر من يوليو وفي طليعتهم النجم الجزائري الأصل زين الدين زيدان الذي خصه الرئيس السابق بمدائح مطولة.

أما وقد خذل المنتخب الحالي جمهوره في مونديال جنوب أفريقيا، يرى كثيرون أن إلغاء الحفل سيكون منسجما مع الحالة النفسية للفرنسيين الخارجين من البطولة خاليي الوفاض، فضلا عن الرغبة في التقشف التي تخضع لها الطبقة الحاكمة بعد سلسلة من فضائح تبذير المال العام التي كانت الصحف مسرحا لها.