قررت وزارتا الزراعة في كل من ألمانيا والنمسا دعم ورعاية برنامج زراعي بغرض زراعة مساحات من الأراضي الشديدة الخصوبة، الوافرة الإنتاج، لنمو أنواع معينة من النباتات التي تفضلها وتعيش عليها قوارض «الهامستر». وتعد هذه القوارض الصغيرة في مقدمة الحيوانات المحبوبة جدا لدى شعوب هذه المنطقة، ولا سيما الأطفال، لكنها الآن مهددة بالانقراض لصعوبة الحصول على ما يكفيها من غذاء.
المشكلة الغذائية التي تهدد «الهامستر» تتصل بطرق الزراعة الحديثة التي يستخدمها المزارعون مستفيدين من سهولة تشغيل أجود أنواع الآلات، ومن التقنية العالية لهذه الآلات التي تمكنهم من حصد وجمع كل ما يزرعونه من دون فضلات تبقى لهذه المخلوقات المسكينة لتقتات عليها. ومما يزيد الموقف الغذائي لهذه القوارض صعوبة أنها لا تنهمك في البحث عن رزقها على مدار العام، بل تنشط خلال الصيف فقط لجمع وخزن مؤن تكفيها طيلة فترة بياتها الشتوي وإلا تعرضت إلى الموت البطيء جوعا مما يعجل بانقراضها.
قالت مارغين ميزغين، الناطقة باسم المشروع من الجانب الألماني، لوسائل الإعلام، إن وزارتها على استعداد لدفع دعم مالي سخي للمزارعين في ولاية بادن فورتمبرغ لتخصيص أراض شاسعة لزراعة البرسيم والبازلاء، وكلاهما من الأغذية المفضلة لـ«الهامستر»، بشرط ألا يحصد المزارعون أي كميات لاستهلاكهم الخاص إلا بعد اكتفاء القوارض وجمعها مؤنها قبل أن تتوارى عن الأنظار لتكمن وتبيت طوال الشتاء.