غضبة عارمة ومظاهرات ناقمة يقودها مزارعون إيطاليون شهدتها مناطق وطرقات حدودية تربط إيطاليا بالنمسا، وأخرى بألمانيا، أما السبب فيعود إلى ما أصبح يعرف بـ«حرب الموزاريلا».
نعم، «الموزاريلا»، ذلك الصنف من الجبن الذي تعتبره إيطاليا ثروة قومية للبلاد لا تقل أهميتها ومكانتها عن أهمية ومكانة «البيتزا» و«الإسباغيتي»، من «أعمدة» المطبخ الإيطالي الذي يعد عالميا أكثر المطابخ الأوروبية انتشارا وشعبية.
المتظاهرون تحرشوا بشاحنات تنقل ألبانا وأجبانا ومواد غذائية تصل إلى إيطاليا من النمسا وألمانيا، كان اتهمها الإيطاليون بأنها وراء حوادث تسمّم وقعت مؤخرا ودفعت بالسلطات لإزاحة أطنان من «الموزاريلا» من أرفف المحال التجارية و«إعدامها»، خشية تلوّث جرثومي أدى إلى زرقة في بياض لونها، وثبت بعد تحاليل مخبرية أنه ناجم عن جراثيم تتوالد في مياه جوفية.. ثم إنها صناعة ألمانية لا إيطالية.
الإيطاليون الغاضبون يقولون إن الألمان ليسوا معصومين من الخطأ، ويطالبون بحقهم في معرفة ما تستورده بلادهم ويؤثر سلبا على سمعة صناعتها وصحة مواطنيها. وهم يتهمون مصانع ألمانية بأنها، رغم التزامها بديباجة «صنع في ألمانيا»، أضحت تفضل اختيار أسماء إيطالية لجبنتها «الموزاريلا» لكي تبدو كأنها إيطالية، ومن ذلك إطلاقهم أسماء ذات رنين موسيقي إيطالي مثل: «موزاريلا تورسينا» و«موزاريلا لوفوتي» و«موزاريلا لوفوليو». ويرى المحتجون الإيطاليون أن هذا يشكّل خداعا لا لبس فيه للمستهلك الذي يتصوّر أن ما يشتريه - ما لم يدقق في الأمر - جبنة إيطالية أصلا وفصلا.