برمشة عين يقنع والديه والأطباء برغبته بالاستمرار في الحياة

يضع حدا لتأويلات حول قدراته العقلية ورغبته في العيش ويقطع «اليقين» باليقين

ريتشارد رود مع ابنه ريتشارد (بي. بي. سي)
TT

كان ريتشارد رود يعتقد أنه على معرفة تامة برغبات ابنه في حال تعرضه لحادث يطرحه الفراش ويرديه مشلولا كاملا، جسديا وعقليا. ورغبة الابن ريتشارد (يحمل نفس اسم والده) أن يغلق جهاز التنفس ويترك ليموت طبيعيا.

السبب في معرفة الوالد برغبات ابنه ريتشارد أن الكثير من الناس في بريطانيا يناقشون هذه الأشياء تحسبا لإمكانية مواجهة مثل هذه الاحتمالات، أي اتخاذ قرارات الحياة والموت بحق أحد أحبائهم في حالة المرض أو حادث مؤلم، خصوصا مع ازدياد عدد حالات الموت الرحيم وما تقدمه بعض العيادات في سويسرا بسبب الأوضاع القانونية السائدة في بريطانيا وسويسرا. وفي حال ريتشارد، وعلى الرغم من أن العائلة كانت على يقين بما يريده ابنهم والوقوف عند رغباته بعدما تعرض لحادث طريق وهو يقود دراجته النارية تسبب في شلله الجسمي الكامل، والعقلي أيضا، مما يعني عدم قدرته على اتخاذ القرار. إلا أن أطباء مستشفى ادينبروك في مدينة كامبردج، كما تبين في برنامج وثائقي «بين الحياة والموت» لهيئة البث البريطاني (بي بي سي) عرض ليلة أول من أمس، طلبوا من ريتشارد بعد أن فتحوا عينيه بأيديهم وطلبوا منه أن يجيب برموش عينيه إذا كان يريد الاستمرار في الحياة أم لا. المفاجأة كانت أن ريتشارد أغمض عينيه معلنا عن إرادته بالاستمرار في الحياة على جهاز الإنعاش. إجابته أثبتت للأطباء أنه ما زال يتمتع بقدرات عقلية كاملة وأنه قادر على اتخاذ قرارات تخص مستقبله. وبعد إجابته الأولى برموش عينيه قرر الأطباء إعادة السؤال ثلاث مرات للتأكد، وفي كل مرة كان يجيب بنفس الطريقة، وبهذا فقد قطع «يقين» والديه باليقين.

وكانت هذه هي المرة الأولى بعد ثلاثة أسابيع من الحادث تظهر أن ريتشارد (43 عاما)، كان يعي جيدا ما يدور حوله وأنه يتمتع بقدرات عقلية جيدة. «كنا على يقين بأن ريتشارد لا يرغب أبدا في أن يعيش في حالته هذه» قالت والدته للبرنامج الذي بث ليلة أول من أمس: «إلا أن الأطباء كانوا يرغبون في الانتظار أطول قبل أن يقرروا إغلاق الجهاز». وبعد تسعة شهور من الحادث وقرار الأطباء إبقاء ريتشارد على قيد الحياة، تحسنت حالته وأصبح قادرا على تحريك رأسه شمالا ويمينا ويبتسم مع أفراد عائلته.