حالة من الخوف والذعر تسود وسط الأهالي بمدينة أسوان بجنوب مصر على أثر عاصفة ترابية تضرب المدينة لليوم الثالث على التوالي، مما اضطر بعضهم لترك منازلهم خوفا من تهدمها عليهم. فيما تسببت العاصفة في انعدام الرؤية وشل حركة الرحلات الجوية والبرية وعزل المحافظة تماما، كما أعادت إلى الأذهان العاصفة الضارية التي سبقت السيول في يناير (كانون الثاني) الماضي، وأدت إلى تشريد عشرات الأسر وتدمير 45 منزلا.
وقد أجبرت العاصفة عددا من الأسر على ترك منازلهم، خاصة التي تقع على الجبال في منطقة أبو الريش والأعقاب شمال أسوان، ونزلوا إلى الطريق السريع مصر/ أسوان تحسبا لسقوط أمطار جديدة قادمة من جبال البحر الأحمر، خاصة بعد ازدياد الأمر سوءا مساء ليلة أمس وعدم وجود أي تحسن في الأحوال الجوية.
وذكر عدد من أهالي قرية أبو الريش أن الأجهزة المعنية في المحافظة نبهت إلى احتمال انقطاع التيار الكهربائي في الفترة المقبلة نتيجة تأثر بعض الكابلات الهوائية وسقوط بعضها بسبب العاصفة، خاصة أنها شديدة هذه المرة ويستحيل معها الرؤية، علاوة على الارتفاع المفاجئ في درجة الحرارة وكلها مقدمات حدثت قبل السيول الأخيرة.
وقال عدد من الأهالي في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» إنهم نزلوا ليلة أمس إلى الطريق السريع خوفا من هطول السيول أثناء النوم. وقال أحدهم «وكان ما يشغل بالنا هو أولادنا فقط، خاصة أن معظم قرى أبو الريش تقع في مجرى مخرات السيول».
ومن جانبه أكد اللواء محمد مصطفى السكرتير العام لمحافظة أسوان في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» على أنه فور حدوث العاصفة الترابية تم رفع درجة الاستعداد وإعلان حالة الطوارئ، واتخاذ كل التدابير تحسبا لسقوط أمطار رعدية وسيول، وتم وقف الرحلات الجوية في مطاري أسوان وأبو سمبل، وكذا الرحلات النيلية وإجبار المراكب الشراعية والقوارب على الالتزام بأماكنها حتى انتهاء العاصفة وتحسن حالة الطقس، بالإضافة إلى منع الإبحار إلى الجزر والمحميات الطبيعية وغلق الطريق الصحراوي الغربي، والطريق الزراعي مصر/ أسوان، وطريق أبو سمبل السياحي.
ورصد تقرير غرفة عمليات محافظة أسوان استمرار العاصفة الترابية لليوم الثالث ووقوع عشرات الحرائق في زراعات النخيل بقرى المحافظة بسبب سقوط الأسلاك الكهربائية، وإصابة 8 سائحين في انقلاب حافلة سياحية بالقرب من مدينة إدفو. فيما حذر خبراء الأرصاد الجوية من استمرار الطقس السيئ في جنوب مصر لعدة أيام مقبلة.