فتاة وطفل ينجوان من الغرق في البحر الأحمر بعد معاناة 4 ساعات

لا يجيدان السباحة.. وجرفتهما الأمواج لأكثر من ألف متر وخرجا سالمين

TT

واقعة اعتبرها الأهالي الذين شاهدوها على شاطئ «العين السخنة» على البحر الأحمر بمصر مثالا على التحدي والرغبة في النجاة والحياة، تمكنت فتاة وطفل من النجاة من الموت غرقا بعد أن جرفتهما الأمواج لمسافة نحو ألف متر بعيدا عن الشاطئ. ولمدة لا تقل عن أربع ساعات، ساعدت الفتاة البالغة من العمر عشرين عاما، والتي لا تجيد السباحة، ابن عمتها الطفل البالغ من العمر عشر سنوات، في التعامل مع الموقف بهدوء، والتشبث بأهداب الأمل، وظل الاثنان معلقين وسط المياه بين الحياة والموت، إلى أن تمكنت قوات الإنقاذ من العثور عليهما وإخراجهما إلى بر الأمان.

وكانت الفتاة تسبح مع ابن عمتها أثناء قضائهما مع أسرتيهما الإجازة الصيفية في إحدى القرى السياحية بمنطقة العين السخنة التابعة لمحافظة السويس على البحر الأحمر. وقالت مصادر التحقيقات إن الفتاة التي يبدو أنها تعلمت السباحة حديثا، كانت قرب الشاطئ مع ابن عمتها الطفل، وكان معهما طوق للنجاة، لكن الطوق انفلت منهما بعد أن دخلا إلى منطقة عميقة. وأضاف أقارب للفتاة أنها جاهدت في البداية للعودة إلى الشاطئ بابن عمتها لكن الأمواج كانت أقوى منهما، فاستسلمت للتيار الذي ابتعد بها عن اليابسة مسافة لا تقل عن ألف متر.

واستمر صراع الفتاة، وهي طالبة جامعية تدعى مروة، لإنقاذ نفسها وابن عمتها الطفل أحمد، قرابة أربع ساعات، وقالت سلطات التحقيق إنها شعرت بقرب نهايتها ونهاية الطفل أكثر من مرة، خصوصا حين أصيب ابن عمتها بالذعر في البداية، وقيامه بالصراخ ودخول المياه المالحة إلى جوفه وفمه وإصابته بالاختناق. لكنها ظلت تسنده بذراعها وتحرك الأخرى مع ساقيها في المياه لتحافظ على طفو جسدها وجسد رفيقها الصغير أطول فترة ممكنة، أملا في وصول رجال الإنقاذ.

الطريف أن ذوي الفتاة والطفل لم يشعروا أول الأمر بالكارثة، لكن حين غابت الفتاة والطفل فترة أطول من المعتاد، بدأت عملية البحث عنهما وإبلاغ قوة الإنقاذ بالشاطئ وشرطة المسطحات المائية. وتجمع عدد من الأهالي والمصطافين بالمنطقة التي تبعد عن القاهرة شرقا بنحو مائة كيلومتر على البحر الأحمر، وأخذوا يراقبون عملية البحث والإنقاذ التي استغرقت نحو ثلاث ساعات.