الحرائق تقترب أكثر من موسكو.. وسحب الدخان تكاد تخنق سكانها

انتقادات للحكومة وأعمال نهب في القرى المهجورة

سحب دخان الحرائق مطبقة على موسكو أمس (أ.ف.ب)
TT

بعد فترة راحة لم تطل أكثر من يومين، استطاع خلالهما سكان العاصمة الروسية موسكو التقاط أنفاسهم، عادت موجة الحر اللافح، عادت موسكو لتجأر بالشكوى من جراء انتشار دخان الحرائق الذي يغطى سماء المدينة ويضيق على أنفاس سكانها ويحجب أمامهم الرؤية التي لا تزيد في أحسن الأحوال عن عشرات الأمتار. وفي حين أعلنت وزارة الحالات الطارئة الروسية أمس أن حرائق الغابات، التي لا تزال مشتعلة في غير منطقة من روسيا الاتحادية، أدت إلى وفاة ما لا يقل عن 34 شخصا وسط قيظ غير مسبوق، ناشدت السلطات المحلية السكان البقاء في منازلهم وإحكام إغلاق نوافذها والتسلح بأقمشة «الشاش» المبللة بالماء للتنفس. أجهزة الأرصاد الجوية توقعت عودة الحرارة إلى الارتفاع قرب نهاية الأسبوع حتى 42 درجة مئوية، وبقاء سحب الدخان مطبقة على سماء موسكو لعدة أيام أخرى، ولا سيما في مناطقها الشمالية والغربية والوسطى.

الوفيات الـ34 المسجلة لتاريخه، مع تشرد الألوف، وقعت بعد احتراق قرى بأكملها في عدد من المناطق كمقاطعات نيجني نوفغورود وريازان وفلاديمير وفورونيج. وأمس أفادت مصادر أجهزة الإطفاء الاتحادية أن انتشار الدخان واشتداد سرعة الرياح يحولان دون الوصول إلى المناطق المجاورة لمركز ساروف النووي في مقاطعة نيجني نوفغورود المنكوبة، غير أن وزارة الطوارئ أكدت أن المركز النووي في مأمن تام ولن تستطيع ألسنة اللهب الوصول إليه.

على صعيد آخر، مع اتصال عدد من قادة الدول بالقيادة الروسية عارضين تقديم المساعدة، تفاقمت خلال الأيام القليلة الماضية ظاهرة النهب من المنازل المحترقة في القرى المهجورة. كما تعمد بعض المواطنين إحراق منازلهم للاستفادة من البرنامج الذي أعلنته الحكومة لتعويض المتضررين وإعادة بناء المساكن في وقت أقصاه أكتوبر (تشرين الأول) المقبل قبل حلول موسم الشتاء. وكانت الانتقادات قد تعالت بحق القيادات السياسية والتنفيذية التي اتهمت بأنها لم تتأهب كما يجب لمواجهة الموقف المتردي رغم تكرار الإعلان عن تدهور الأحوال الجوية وارتفاع الحرارة وانتشار الجفاف مما ساعد على اندلاع الحرائق المدمرة.