كشفت دراسة علمية أميركية أجراها فريق من الباحثين في جامعة واشنطن - سانت لويس، إحدى أعرق جامعات الأبحاث في الولايات المتحدة، أن قرد الأورانغ أوتان، المعروف بـ«إنسان الغاب» يستهلك كميات ضئيلة للغاية من الطاقة مقارنة بإنسان كسول يعيش معظم وقته على أريكة مكتفيا بتناول أطعمة خفيفة.
وأوضحت الدراسة التي أشرف عليها البروفسور هيرمان بونسر، ونشرت حصيلتها على الموقع الإلكتروني لمجلة «بروسيدنغز أوف ناشيونال أكاديمي» الأميركية، أنه بعد أسبوعين كاملين أمضاهما بونسر وأفراد فريقه في مراقبة وتحليل معدل استهلاك الطاقة عند أربعة من قردة الأورانغ أوتان، التي تعيش في حديقة مفتوحة، فوجدوا أن معدل استهلاك هذا النوع من القردة العليا يستهلك من الطاقة أقل من معظم الحيوانات الثديية لدى مقارنة تلك الطاقة بالنشاط اليومي الذي يمارسه وكذلك بحجم جسمه. وعزا فريق البحث السبب إلى النقص الكبير في الغذاء في الموطن الأصلي لهذه القردة، وهو الغابات المدارية في جنوب شرقي آسيا، وبالذات في جزيرتي بورنيو وسومطرة في إندونيسيا، حيث يشكل قطع الأشجار وتدمير هذه الغابات تهديدا مباشرا لبقائها. كذلك رجح فريق الباحثين أن يكون هذا النقص في استهلاك الطاقة من أسباب انخفاض معدلات الإنجاب عند الأورانغ أوتان وبطء نموها. ويشكل هذا أيضا عاملا آخر من عوامل تعرض هذه القردة للانقراض، إذ تقدر الدراسات أن عدد قردة الأورانغ أوتان اليوم في غابات بورنيو لا يزيد عن 54 ألف قرد بينما يقدر في سومطرة بنحو 6600 قرد فقط.