تستحوذ تربية الحيوانات الاليفة على اهتمام 30 في المائة من اللبنانيين الذين يعتبرونها تقليعة جديدة تخولهم الخروج من نطاق الحياة الروتينية التي يقضونها بين القنوات الفضائية.
ويؤكد الطبيب البيطري الدكتور منصور كساب ان هذه الظاهرة تزداد يوماً بعد يوم لأنها تمنح صاحبها رفقة وسلوى وتخلّصه من الشعور بالوحدة الذي يلازم البعض في زمن عز فيه الأصدقاء.
وتشهد الطرقات الواسعة على كورنيش المنارة (شاطئ بيروت الغربي) ومنطقة الضبية (شمال بيروت) والأحياء الراقية في منطقة الحمرا والأشرفية انتشار ظاهرة اصطحاب الحيوانات في نزهات صباحية ومسائية للترويح عن النفس من جهة ومجاراة بعض العادات الغربية من جهة اخرى.
ولا تقتصر تربية الحيوانات الأليفة على الكلاب فقط بل تشمل ايضاً القطط والعصافير والسلاحف والقردة وغيرها.
وجديد الحيوانات التي تربّى حالياً في البيوت هو «الهامستر»، الذي يشبه حيوان السنجاب الى حدّ كبير، اذ يوليه الأطفال في حدود العاشرة من اعمارهم عناية خاصة فيجدونه مسلياً لا يؤذي، ويمكن الاعتناء به بسهولة ويرافقهم في نزهاتهم كأنه واحد من افراد عائلتهم داخل قفص حديدي غالباً ما يكون مفروشاً بالنشار الخشبي ومزوداً بالجزر وحبوب الحمص التي تعتبر الغذاء الأساسي لهذا الحيوان.
ويولي بعض اصحاب الكلاب اهتماماً ملحوظاً بها، فالى جانب وقايتها صحياً باجراء فحوصات دورية لها وتلقيحها في الوقت اللازم، فهم يهتمون بمظهرها الخارجي بزيارة محلات خاصة تهتم بتسريحة شعرها وقص اظافرها ومنحها حماماً ساخناً مقابل مبلغ 60 دولارا للزيارة.
ولا تتوانى بعض السيدات، كما ذكر رمزي خطار، وهو صاحب محل تزيين للكلاب في بلدة جعيتا (جبل لبنان)، في مطالبته بتعطير حيواناتهن بعطور مستوردة من فرنسا.
وقد استحدثت في الفترة الأخيرة مدارس خاصة تعلّم الكلاب اصول الطاعة وكذلك اللغة الانجليزية، وتستغرق الدورة ثلاثة اشهر متتالية وتبلغ كلفتها 600 دولار.
وتطال هذه الظاهرة بشكل خاص الفنانين اللبنانيين، ومنهم المطربة اللبنانية مادونا التي تملك اكثر من خمس قطط تعيش معها وترافقها في تنقلاتها. فيما اختار المطرب عاصي الحلاني الخيل ليربيها في مزرعته البقاعية.
اما الفنانة ريدا بطرس فهي متعلقة بشكل كبير بكلبها «آموري» وتحضر له مستحضرات صحية وتجميلية من خارج لبنان، وعُرفت المذيعة التلفزيونية ماريان خلاط بحبها الشديد للحيوانات الأليفة لا سيما الكلاب، وشارك أحد كلابها في مسابقة جمال الكلاب التي جرت في بيروت قبل فترة.
وتتراوح تكاليف تربية الكلب بين 5 و10 دولارات في اليوم الواحد، بينما لا تزيد كلفة تربية العصفور على دولارين وتبلغ مصاريف الهرة سبعة دولارات في اليوم الواحد لتنشأ في اجواء «برجوازية» لائقة.
ويعتبر كلب راعي القطيع الالماني Bergerallemand هو الاكثر شهرة ورواجاً في لبنان ويتراوح سعره ما بين الألف والعشرة آلاف دولار، فيما يعتبر كلب «البيكينوا» هو المفضل لدى السيدات لجماله وحجمه الصغير ويبدأ سعره بـ500 دولار.
ويرى رئيس «جمعية الرفق بالحيوان» سامي خياط ان الدولة اللبنانية لا تعطي الحيوانات اهتماماً ملحوظاً، وقد استحدثت الجمعية اخيراً مأوى خاصاً للكلاب الشاردة التي تتعرض عادة للقتل بالرصاص او السم.