آلاف الحيوانات الأليفة تواجه الموت جوعا وعطشا في بيوت ضحايا الإرهاب في امريكا

لندن: عبدالعزيز الدوسري

TT

تنشغل أميركا، ومعها العالم، بمصير المفقودين بعد الهجمات الإرهابية على مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع الأميركية، ناسين، دون قصد، ضحايا من نوع آخر يواجهون الموت جوعا وعطشا في منازل اولئك المقتولين والمفقودين من ضحايا الارهاب.

وفي الوقت الذي تواصل فيه فرق الإنقاذ الأميركية محاولاتها لانتشال الضحايا من تحت أنقاض مركز التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع الأميركية في واشنطن، حيث يأمل هؤلاء بوجود أشخاص لا يزالون على قيد الحياة بالرغم من أنه احتمال ضعيف جدا، فإنه في المقابل هناك ضحايا من نوع آخر، لم تلتفت اليها السلطات الأميركية إلا قبل يومين رغم مرور أكثر من اسبوع على الأحداث، ونعني بذلك الحيوانات الأليفة التي اعتاد الأميركي على تربيتها. وتذكر الاحصاءات أن ما نسبته 80 في المائة من الاميركيين يربون حيوانات أليفة في منازلهم مثل القطط والكلاب والطيور والزواحف وأسماك الزينة. وبما أن هناك أكثر من خمسة آلاف مفقود لا تزال فرق الإنقاذ تبحث عنهم تحت الأنقاض فإن أكثر من نصفهم يمتلكون حيوانات بقيت في منازلهم من دون رعاية كما ذكرت محطة «سي.ان.ان» في تحقيق لها أخيرا. أما كيف تنبهت السلطات وجمعيات الرفق بالحيوان بمصير هذه الحيوانات فقد كان عن طريق سيدة أميركية سمعت مواء قطة تتضور جوعا، فتذكرت أن جارها من ضمن المفقودين، فسارعت الى كسر الباب فوجدت القطة في أسوأ حال. وعلى الفور سارعت الى نقلها لأقرب مشفى بيطري، وحينها تساءل المسؤولون في المشفى: كم قطة أو كلب أو طير أو زواحف وما الى ذلك من أنواع الحيوانات التي تربى في المنازل تعاني من هذا المصير، وعليه نقلت هذه التساؤلات الى جمعيات الرفق بالحيوان، التي بدورها أبلغت السلطات الاميركية المسؤولة.

وعلق أحد أعضاء جمعيات الرفق بالحيوان حين استضافته محطة تلفزيون «سي.ان. ان» أنه بعد مرور كل هذه الأيام «سنجد قليلا من الحيوانات المنزلية تحملت الجوع والعطش حتى الان»، مبينا أن الناس معتادون على غلق أبواب ونوافد منازلهم بإحكام خوفا من هرب هذه الحيوانات، ولذا فإن فرصة النجاة ضئيلة امامها، كما هي الحال بالنسبة لأصحابها الذين تحت الانقاض.

وأوضح نيرسن هارل في حديثه الى «سي.ان.ان» أن السلاحف وحدها هي المحظوظة من بين الحيوانات، لأنها الوحيدة التي ستصمد أمام الجوع والعطش، فهي قادرة على النوم لمدة 6 أشهر متواصلة، أما البقية فإن حظوظها في البقاء ضعيفة.

واقترحت جمعيات الرفق بالحيوان أن تبادر السلطات المسؤولة الى منح هذه الجمعيات عناوين المفقودين من خلال ملفاتهم حتى يتمكن العاملون فيها من الوصول الى تلك الحيوانات لإنقاذها قبل فوات الاوان.