يقول المثل الإنجليزي «بيتي.. قصري».. لأن المرء يشعر في بيته بالسعادة مهما تواضع، لكن القس الألماني يورغن فليغه، غمرته السعادة مؤخرا، لأنه تخلص من بيته. أما السبب فهو أن البيت الذي كان يحلم ببنائه على شاطئ البحر، لم يبق منه غير متر مربع واحد.. لكنه مع ذلك كلفه بالضبط 40 ألف يورو.
بدأت قصة «بيت المتر الواحد» مطلع عام 2009، حين اشترى القس فليغه وزوجته قطعة أرض مساحتها 600 متر مربع من شركة عقارية بسعر 1,08 مليون يورو (أي أن سعر المتر المربع بلغ نحو 1660 يورو). واقتطع صاحب الأرض هذه المساحة من حديقة فيللا قديمة وكبيرة المساحة في بلدة توتسنغ، على بعد 200 متر فقط عن ساحل بحيرة شتارنبيرغ في جنوب ولاية بافاريا، جنوب شرقي ألمانيا.
وبعد شهر واحد قاس القس مساحة الأرض بنفسه فوجد أنها 599 مترا مربعا بالتمام والكمال. ولو أنه صمت عن المتر الضائع لاستطاع أن يعيش في «قصره» بعد 8 أشهر من البناء، لكنه اشتكى صاحب الأرض لدى المحكمة، وطالب بإلغاء عقد البيع. وأوضح له محاميه أن قوانين توتسنغ، وكل البلدات والمدن الواقعة على البحيرة، لا تسمح ببناء فيللا على أرض تقل مساحتها عن 600 متر مربع على الساحل. وهذا يعني أيضا أنه سيعجز، بسبب المتر المربع الناقص، عن بناء فيللا مساحتها أكثر من 160 مترا مربعا، في حين أنه دفع مكافأة طائلة لمهندس صمم له فيللا بمساحة 340 مترا مربعا.
القضية لم تنته بالسهولة التي توقعها القس الغني، لأنه رفض المتر الإضافي من الشركة العقارية، كما رفض عرض بلدية توتسنغ، الذي يسمح له بتوسيع مساحة البناء إلى 200 متر مربع. وحكم القاضي ببطلان عقد البيع مع حق القس «فليغه» (اسمه يعني الذبابة) بالاحتفاظ بالمتر المربع «الضائع»، وتحميله مبلغ 40 ألف يورو، هي قيمة العربون، الذي دفعه للشركة العقارية، إضافة إلى كل أتعاب المحكمة والمحامين. وهكذا تحول حلم الأرض وبناء الفيللا إلى شوكة في خاصرة القس، لكنه أعرب، مع ذلك، بعد صدور الحكم، عن سعادته لأن قطعة الأرض «طلعت من عينه» بعد كل هذه المشكلات.