عيادات فخمة للكلاب والقطط في البرازيل

بعيدا عن حياة «مدن الصفيح» للبشر

داخل غرفة جراحة في مستشفى هاتو (أ.ف.ب)
TT

تشهد البرازيل هذه الأيام، وسط تباشير ارتفاع في المستوى العام للمعيشة، ازدهارا لافتا لقطاع غير مألوف.. هو عيادات الطب البيطري الخاصة. ويرى المراقبون هذا الازدهار مؤشرا إلى صحة الاقتصاد البرازيلي الذي سمحت فيه السنوات الثلاثون الأخيرة لثلاثين مليون مواطن ببلوغ الطبقة الوسطى.

وكالة الأنباء الألمانية في تحقيق لها من مدينة ساو باولو، كبرى مدن البرازيل وعاصمتها الاقتصادية، تحدثت عن عيادة؛ بل مستشفى بيطري خاص فخم، تملكه عائلة هاتو في المدينة ويديره الدكتور فالتر يوشيو هاتو، تتوافر فيه خدمات طبية بيطرية معقدة، مثل غسل الكلى.

مستشفى الدكتور هاتو البيطري، وهو مستشفى فخم جدا وحديث جدا، مختص في الحيوانات الأليفة، يؤكد المسؤولون عنه أنه اليوم أفضل المستشفيات البيطرية في عموم أميركا الجنوبية وأكثرها تطورا، والعلاج المرتفع الثمن فيه قد يمتد لأسابيع. وحسب الوكالة، افتتحت عائلة هاتو مالكة هذا المستشفى عيادة ثانية في ساو باولو وستنشئ قريبا عيادة ثالثة. لكن، هذه ليست حالة منفصلة؛ إذ دخلت عيادات بيطرية فخمة أخرى حلبة المنافسة، في ظل ارتفاع عدد البرازيليين الذين يقتنون حيوانات أليفة، ويسمح لهم مستوى دخلهم العالي بالاعتناء بصحتها مهما بلغ الثمن.

وفي لقاء مع الدكتور فالتر يوشيو هاتو، أحد مالكي المؤسسة التي شيدها والده قبل ثلاث سنوات، قال إن «80% من الحيوانات التي نستقبلها هي من الكلاب و15% من القطط. لكننا عالجنا أيضا قرودا، كما استقبلنا سحلية من نوع الإيغوانا في إحدى المرات». والمستشفى كبير، يتضمن ثلاث غرف للجراحة ويعمل فيه 12 طبيبا بيطريا يتقاضون 45 دولارا بدل المعاينة. أما العمليات الجراحية فيتراوح سعرها بين 30 دولارا للعملية البسيطة و1700 دولار للأكثر تعقيدا. ولأن شفاء «المرضى» قد يتطلب أياما، يمكن لأصحاب تلك الحيوانات الأليفة أن يلازموها ليلا. وقد خصصت إدارة المستشفى ثلاثة أجنحة لهذا الغرض. وللعلم، توجد بركة طولها 25 مترا مخصصة لعلاج الحيوانات فيزيائيا. وقرب مدخل المستشفى، متجر خاص بالحيوانات يفتح أبوابه على مدار الساعة ويؤمن حاجياتها من ملابس وخلافه.

ولاحظ تقرير الوكالة أن هذه الصورة تتناقض بحدة مع حالة غالبية البرازيليين الذين يضطرون إلى الوقوف في طوابير طويلة لساعات بهدف تلقي العلاج في مستشفى حكومي، ومع مشهد «مدن الصفيح» والأحياء الشعبية الفقيرة الموجودة في معظم المدن البرازيلية الكبرى.