إدانة فرنسي ارتكب عشرات الجنح منتحلا هوية شقيقه

الأخ الأصغر سجن وحاول الانتحار بسبب نزوات أخيه الأكبر

TT

تنفس الفرنسي باسكال غريفاتون الصعداء، أمس، بعدما أصدر القضاء حكما بسجن شقيقه الأكبر باتريس لمدة 30 شهرا، في قضية انتحال فريدة من نوعها. وعانى باسكال طيلة 15 سنة من الشبه بينه وبين أخيه، ودفع ثمن عدد كبير من مخالفاته القانونية، ودخل السجن بدلا عنه. لكن محكمة الجزاء في مدينة أُوزير، إلى الجنوب الشرقي من العاصمة الفرنسية باريس، قضت بتغريم المتهم 15 ألف يورو للمدعي على سبيل العطل والضرر، و1000 يورو لزوجة شقيقه، و500 يورو لكل واحد من أبناء شقيقه الثلاثة.

الأخ الأصغر (33 سنة) قال في تصريح للقناة التلفزيونية الفرنسية الثانية، أمس، إن تصرفات أخيه حولت حياته إلى جحيم من الديون والتحقيقات القضائية والملاحقات القانونية والغرامات المالية لدرجة أنه حاول الانتحار أكثر من مرة. أما المتاعب فبدأت عام 1995 أثناء تفتيش عادي للهويات على الطريق الخارجي، عندما خطر للأخ الأكبر انتحال هوية أخيه. ولما نجح في ذلك، باشر سلسلة من عمليات الاحتيال والقروض والمخالفات المتنوعة، مستخدما اسم أخيه الذي كان يقع ضحية للشرطة في كل التحقيقات. ولم يكن من السهل إثبات الالتباس، بل كان على الضحية خوض معركة قانونية مكلفة، في كل مرة، لكي يدافع عن نفسه ويثبت براءته.

وخلال ذلك، صدرت مذكرة إلقاء قبض على المتهم، عام 2008، وسيق إلى المحكمة، لكنه لم يحضر أمام القاضي، فصدر بحقه حكم غيابي بالسجن لمدة 4 سنوات. وأخيرا تمكنت الشرطة من توقيفه في الخامس من الشهر الماضي، وأودع الحجز لحين مثوله أمام المحكمة، أول من أمس. وأمام القاضي دافع المتهم (38 سنة) عن نفسه بأنه كان يمر بفترات من إدمان الكحول والمخدرات التي سلبته السيطرة على أفعاله، وأنه كان في منافسة مستمرة مع أخيه الصغير المدلل الذي كان المفضل للوالدين.

وفي حين لم يحضر الأخ الضحية جلسة المحاكمة، خشية أن يفقد أعصابه - حسبما نقل عنه - ووقف ينتظر الحكم في شارع قريب من قصر العدل، استمع القاضي إلى تقرير الخبير النفسي وإلى مرافعة الدفاع ومطالعة الادعاء العام الذي طلب السجن 4 سنوات للمتهم، ثم أصدر حكمه بسجن المتهم لسنتين ونصف السنة. وما زالت أمام الادعاء مهلة 10 أيام لاستئناف الحكم الذي وجده الأخ المدعي خفيفا ولا يتناسب ومعاناته.