القبض على عصابة تستعين بالدجالين للتنقيب عن الآثار في قرية بمحافظة الأقصر

اختطفت طفلا لذبحه كقربان على باب مقبرة فرعونية

TT

«ربنا يحفظ أطفالنا»، أصبح ذلك الدعاء هو لسان حال أهل محافظة الأقصر المصرية (800 كم جنوب القاهرة) خلال أيام شهر رمضان، وذلك بعد حادثة اختطاف طفل يبلغ من العمر عشر سنوات على يد عصابة للتنقيب غير الشرعي عن الآثار في إحدى قرى الأقصر لذبحه على إحدى المقابر الأثرية بهدف فتحها والحصول على ما بها من كنوز ذهبية، وهو ما أحدث حالة من الرعب والهلع بين سكان القرى والنجوع المتاخمة للمناطق الأثرية خوفا على أطفالهم، خاصة مع وقوع حالات أخرى باختفاء أطفال خلال الشهور السابقة.

وكانت أجهزة الأمن بمحافظة الأقصر تلقت بلاغا من المواطن «محمد عباس» المقيم بقرية «العشى» أشار فيه إلى تعرض نجله «محمود» للاختطاف من قبل مجموعة من الأشخاص أرادوا قتله، إلا أنه تمكن من الهرب منهم.

وبناء على بلاغ الأب تشكل على الفور فريق بحثي برئاسة العميد مصطفى الرزاز، الذي تمكن من إعداد كمين لضبط المختطفين، وبالفعل تمكنوا من القبض على خمسة أشخاص من المهووسين بالتنقيب عن الآثار الفرعونية القديمة، وكشفت تحريات الأمن أن مرتكبي الواقعة كانوا يقومون بالتنقيب عن هذه الآثار أسفل أحد المنازل، وقد استعانوا بدجال لتحديد مكان الكنز، فطلب منهم الاستعانة بطفل لتقديمه في صورة قربان حي إلى «حارس الكنز»، واستجابة لهذا الطلب قاموا باختطاف الطفل محمود واقتادوه لحضور عملية استخراج الكنز، إلا أن الطفل تمكن من مغافلة خاطفيه والعودة إلى منزله سالما.

وبحسب الروايات الشعبية يعد حارس الكنز جنيا يرفض اقتراب أحد من كنزه الذي يحرسه، ولكي يتم صرفه لا يتم ذلك إلا عن طريق السحر وتقديم طفل قربان له، ترتل عليه بعض النصوص، وهو ما يطلق عليه عملية «التعزيم»، قبل أن يتم ذبحه، مما يساعد في انصراف حارس الكنز، وهي الأسطورة المعروفة بـ«الرصد الفرعوني»، وهو الأمر الذي ينفيه الأثريون وعلماء المصريات تماما، إلا أنه يلقى اهتماما من جانب بعض الباحثين عن الثراء السريع واللاهثين وراء أوهام العرافين والدجالين.

وتنتشر عادة التنقيب عن الكنوز في القرى المصرية بالصعيد المصري مع الفقر وانتشار البطالة خاصة بين الأوساط غير المتعلمة الذين يلجأون إلى المشعوذين أو الدجالين بغرض مساعدتهم في التعرف على مكان الكنوز، أو يقومون مباشرة بعمليات حفر أسفل المنازل مما يتسبب في انهيارها وسقوطها على رؤوسهم.