مزارعون مصريون يتسلمون قروضا في شكل «فسائل نخيل»

يعيدون تسديدها لزملائهم

TT

مقايضة من نوع جديد باستخدام فسائل النخيل، يجري العمل بها بين مزارعين وجمعيات خيرية مصرية. وبهذه الطريقة لن يتسلم المزارع طالب القرض أموالا بل «فسائل نخيل»، على أن يقوم بزراعتها ورعايتها إلى أن تكبر وتنتج فسائل جديدة، لكي يبدأ في إعادة قيمة ما اقترضه... وبصورة فسائل أيضا.

واحدة من الجمعيات التي تهدف إلى «تحويل مصر إلى غابة من النخيل»، وخدمة فقراء المزارعين والشباب، واسمها «إيد على إيد للتنمية الاجتماعية» تخطط لزراعة ملايين من أشجار النخيل المثمرة في محافظات الصعيد بجنوب مصر. لكن الطريف في الأمر هو أن الجمعية ستتبع طريقة الإقراض عن طريق فسائل النخيل، في مشروعها الموجه لمزارعي الصعيد الخريف المقبل.

الدكتور أحمد عادل نور الدين، رئيس الجمعية، قال شارحا، إن المزارع يستفيد من الفسائل في صورة «قرض حسن» من دون فوائد مقابل أن يتبرع بعدد مماثل من الفسائل لمزارع آخر كتسديد لقيمة القرض. أما عملية اختيار الفلاحين للاستفادة من هذا المشروع فلا تتولاها الجمعيات المماثلة بل القيادات المحلية في قرى الصعيد، حيث ستعطى الأولوية للفلاحين الفقراء الأكثر احتياجا لمثل هذا المشروع.

وأوضح الدكتور نور الدين لـ«الشرق الأوسط» أيضا أن هناك تعاقدا بين جمعيته والمزارع المستفيد من المشروع بهدف ضمان الجدية في التعامل مع النخيل وعدم إهماله بعد فترة. وتقوم الجمعية من جانبها بعملية المتابعة للنخيل فتعد لكل نخلة رقما خاصا بها وملفا لمتابعة حالتها. وأشار إلى أن المزارعين المصريين رحبوا بفكرة غابة النخيل، مبينا أن المشروع سيبدأ في محافظة الفيوم (نحو 90 كلم جنوب القاهرة)، ثم ينتقل منها إلى المحافظات الأخرى حتى أسوان، حيث ينفذ المشروع على عدة مراحل.

ويقدر أن في صعيد مصر، وفقا لإحصائيات وزارة الزراعة المصرية، نحو 10 ملايين نخلة مثمرة. وتعد زراعة النخيل من الزراعات المربحة على المدى الطويل، بسبب اعتماد الكثير من الصناعات المحلية على منتجاته، إلى جانب العائد من ثمار البلح والتمور.