قرية نمساوية تحول طريقا سريعا إلى مرعى

تقدمه لهيئة غينيس للأرقام القياسية باعتباره المرعى الأغلى تكلفة في العالم

TT

طيلة 15 عاما كاملة لم يعتد القرويون على ذلك الطريق وظلوا مواظبين على معارضته إلى أن نجحوا أخيرا في إقناع السلطات النمساوية تحويله إلى نفق تحت الأرض واستخدام السطح كمرعى ترتع فيه أبقار القرية. وهذا ما تم بعد نزع إشارات المرور وإطفاء لمبات الإضاءة وقلع طبقات الإسفلت ومن ثم تسميد التربة وزراعة الأرض وتخضيرها لتصبح مرعى حقيقيا تمرح فيه أبقارهم الجبلية التي تدور حولها مجريات حياتهم بأجراسها الشهيرة.

لا شك أنه المرعى الأول من نوعه كما أنه الأغلى تكلفة، إذ بلغت مصروفات تشييده 17 مليون يورو على الرغم من أنه شريط طولي يعبر قرية تربيسينق التي لا يتجاوز عدد سكانها 1200 نسمة ليكمل مساره عبر أجزاء أخرى من إقليم كرنثيا جنوب النمسا.

وكان قرويو تربيسينق قد نجحوا بعد صراع طويل في إجبار السلطات الإقليمية لإلغاء الجزء الذي يعبرهم من طريق مرور سريع يسمح للسيارات باجتيازه بسرعة 130 كيلومترا في الساعة رافضين ما جلبه لقريتهم الوادعة من سيارات وضوضاء وتلوث. واحتفاء بتشييد المرعى وخضرة المنطقة واستتباب هدوئها بعد أن فارقتها ضوضاء السيارات شمر القرويون عن سواعدهم لافتتاح فندق خاص بالأطفال لبناء ملاعب ومزارع صغيرة يستمتعون بها، لا سيما أن تربيسينق تشتهر بكونها أول مقاطعة أوروبية بنيت فيها قرية كاملة للطفل، هذا فيما يزمع بعض شباب القرية على طرح مرعاهم وتقديمه لهيئة غينيس للأرقام القياسية باعتباره المرعى الأغلى تكلفة في العالم.