للمرة الثالثة، يقدم نجم تلفزيوني فرنسي اعتذارا علنيا للجمهور على تصرفاته غير اللائقة، لكن الاعتذار هذه المرة لم يكن كافيا، إذ أعلنت إدارة التلفزيون الرسمي بعد اجتماع لأعضائها أمس عن وقف بث البرنامج اليومي «كل الحكاية» للمقدم الشهير جان لوك دولارو. وكان دولارو قد أمضى 10 ساعات موقوفا في مركز للشرطة بشمال باريس، للتحقيق معه في قضية مخدرات.
التحقيق مع المنتج الثري ومقدم البرامج الناجح احتل صدارة النشرات الإخبارية والصحافة الشعبية بعد توقيفه فجر أول من أمس، في إطار حملة مداهمات. وحسب إذاعة «آر تي إل» الباريسية التي كانت أول من بث الخبر، فإن تهمة الاتجار بالمخدرات لم تثبت على مقدم البرامج في القناة التلفزيونية الثانية، وهي قناة رسمية، لكن كمية الكوكايين التي ضبطت في بيته، وهي 16 غراما، تعتبر كبيرة نسبيا. ونقلت الإذاعة أن دولارو ينفق ما معدله 12 ألف يورو شهريا على شراء المخدر. واهتم المحققون بالتثبت مما إذا كان يتعاطى تلك الكميات بالكامل أم يتاجر بجزء منها.
هذه ليست المرة الأولى التي تلاحق فيها وسائل الإعلام الفرنسية دولارو، ففي شتاء 2007 اعتقلته شرطة مطار شارل ديغول حال نزوله مقيد اليدين من طائرة للخطوط الفرنسية بعدما أفرط في شرب الكحول، أثناء الرحلة، وتحرش بفريق رياضي نسائي مسافر، وشتم المضيفات، وعض أحد طاقم الطائرة ممن حاولوا السيطرة عليه. وبعدها قدم اعتذارا علنيا لجمهور التلفزيون وحكم عليه بحضور دورة في المواطنة لمدة ثلاثة أيام. لكن دولارو لم يتعظ، بل وجّه بعد فترة قصيرة مزحة خارجة للمخرجة الجزائرية الأصل يامنة بنغيغي أثناء استضافته إياها في برنامج بث حي من القناة الثالثة. ويومها طالبت المخرجة باعتذار أمام المشاهدين، واضطرت إدارة التلفزيون إلى منعه من الظهور في برامج تبث مباشرة على الهواء.
الغريب أن دولارو، بخلاف هذه التصرفات، يتمتع بهدوء عجيب ولمحات عاطفية شديدة مع عشرات الضيوف من الناس العاديين الذين يحاورهم في برامجه التي تندرج في خانة «التوك شو» أو الاعترافات الصريحة. وكثيرا ما تدمع عيناه وهو يستمع إلى مشكلة امرأة مفرطة البدانة أو رجل شديد البشاعة، بشكل جعل من برنامجه الموعد المفضل لربات البيوت، بعد ظهر كل يوم.