تقديم اللحم «الحلال» في مطاعم المؤسسات العامة والمستشفيات يثير موجة من الانتقادات

جدل كبير حول بيعه في بريطانيا دون إعلام المستهلك مسبقا

TT

نشرت هيئة الإذاعة البريطانية، أول من أمس، تقريرا تضمن معلومات تفيد بأن المطاعم الموجودة داخل ملاعب «ويمبلي» و«تويكنهام» للرياضة وبعض مطابخ وكنتينات المستشفيات في لندن، مثل مستشفى «سانت توماس»، تقدم المأكولات المحضرة من اللحم «الحلال»، مما أثار موجة من الانتقادات من قبل المستهلكين وجمعية الرفق بالحيوان في بريطانيا.

ويرى بعض المستهلكين غير المسلمين أنه من الضروري أن تعلن الجهات التي تبيع المأكولات أن اللحم المستعمل في تلك الأطباق «حلال»، لأن هذا الأمر برأي كثيرين ضروري، فمن حق المستهلك أن يعرف ما يتناوله من مأكولات، وهذا الانتقاد يعيد إلى الأذهان قضية بيع لحوم الحيوانات المستنسخة في المحلات الكبرى في بريطانيا دون إعلام المستهلك عن مصدرها، وهذا ما يراه البعض أنه تضليل للمستهلك ولا يتماشى مع الأخلاق المهنية.

وفي حين يطالب المستهلك بمعرفة مصدر ونوعية اللحم الذي يتناوله، تغالط جمعية الرفق بالحيوان (RSPCA) إدارة المطاعم في الملاعب المذكورة والمستشفيات وجميع الأماكن التي تقدم اللحم الحلال دون الإعلان عن ذلك، وترى أنه أمر لا يجب السكوت عنه، فهناك من يرى أن ذبح الحيوانات على الطريقة الإسلامية طريقة مؤلمة للحيوان، وتفضل الطريقة المتبعة في عدد من المسالخ في بريطانيا التي تقوم بصعق الحيوان كهربائيا قبل ذبحه لتخفيف وطأة الألم (بحسب ما يعتقده البعض).

وفي رد من مسعود خواجا، المتحدث باسم هيئة مأكولات «الحلال» في بريطانيا، أكد أن طريقة الذبح «الحلال» ليست مخالفة لأي قوانين إنسانية، ولا تتسبب في تعذيب الحيوان قبل ذبحه، لأن هذه العملية تتم من خلال قطع الوريد وقصبة الهواء والشرايين والحنجرة مرة واحدة بواسطة سكين حادة جدا، ويتم تصفية الدماء بالكامل بعدها.

وبحسب متحدث باسم الجمعية العلمانية الوطنية في بريطانيا، فإنه يجب فرض قوانين على تقديم الطعام ويجب الإفصاح عن مصدر اللحم الذي يتناوله المستهلك، مضيفا أنه يجب وضع ملصق على اللحم يفيد بأنه «حلال»، وهذا الأمر يجب أن يطبق في المطاعم ومحلات السوبر ماركت، لأنه من حق المستهلك أن يعرف ما يأكله من طعام.

وأثار هذا الموضوع جدلا واسعا على إحدى الإذاعات التابعة للـ«بي بي سي»، وشارك في الجدل عدد من المستمعين المسلمين وغير المسلمين وكانت الآراء متفاوتة، إلا أن الأغلبية رأت أن المشكلة لا تكمن في «اللحم الحلال» نفسه، وإنما في «عدم» الإعلان عن ذلك عند بيع الطعام أو اللحم.