«عينك أكبر من معدتك».. هذه عبارة كثيرا ما رددتها الجدات عندما يملأ طفل صحنه بطعام يصعب عليه أكله فيتركه يذهب هدرا.
هذه العبارة ثبتت صحتها، ليس بالمعنى الحرفي طبعا، بل بتأكيد أن منظر الطعام أقوى تأثيرا وأشد إغراء لالتهامه من الإحساس الحقيقي بالجوع، وذلك حسب تجارب حديثة قام بها فريق بحثي من كلية طب جامعة كلاغنفورت، عاصمة إقليم كارينثيا، بجنوب النمسا. وجاءت التجارب ضمن أبحاث عن أفضل الطرق للحصول على نتائج سريعة وصحيحة للحمية الغذائية تقوم على «الشطارة والفهلوة» في غش العيون وخداعها.
مثلا، تبين من التجارب أن المرء يأكل بنهم أكبر عندما يزخر الصحن الموجود أمامه بأطعمة مختلفة الألوان. ولذلك ينصح الباحثون بتناول الأطعمة ذات الألوان المتنوعة الجذابة فرادى، وبدلا من صحن سلطة يحتوي على طماطم شديدة الحمرة وجزر برتقالي أخاذ وخيار أخضر زاه.. يساعد على «الريجيم» تناول كل من هذه الخضراوات على حدة. والأكثر فائدة تناولها بين الوجبات الرئيسية حتى يستفيد الجسد بامتصاص فيتاميناتها على مهل، مع الإشارة إلى أن تناولها قبل الوجبة الأساسية يخفف من الإحساس بالجوع.
نصيحة أخرى وجهها فريق الباحثين وهي الحرص على تناول الطعام من الأواني ذات المقاييس المحددة، مما يشجع المرء على احتساب كمية ما يستهلكه من طعام، بل والسعي إلى تناول الطعام من أوان صغيرة الحجم. ولا تقتصر نصائح «الريجيم» الذكية عند هذا الحد، بل تتضمن النصائح اعتماد ألوان هادئة لمفارش السفرة، بعيدا عن المفارش المبهرجة التي تفتح الشهية وتشجع على البقاء لفترات أطول أمام المائدة، وكذلك التركيز على الطعام عند تناوله بدلا من الأكل، مع متابعة أحاديث جانبية أو برامج تلفزيونية. أما أهم النصائح على الإطلاق فتتمثل في إخفاء علب الحلويات والشوكولاته والمعجنات.. التي تعتبر المدمر الأول للحمية الغذائية، بحيث لا تراها العين أو تقع عليها ولو لماما، والاستعاضة عنها بحاويات مياه أكثر جاذبية، وذلك لإغراء العين بتناول المزيد من السوائل غير السكرية.