النمسا: الغرف الفندقية الأنبوبية تدخل «سباتها» الشتوي

تجسد النقيض العملي لفلسفة الضيافة الفاخرة

TT

في حين تتسارع الخطوات في عدد من مدن العالم لبناء فنادق غاية في الفخامة وترتفع إلى أكثر من مائة طابق، مزودة بجدران يمكن إزالتها وإضافتها بلمسة زر، وصنابير يمكن تشغيلها صوتيا.. تتسارع خطوات في مدن أخرى لتشييد فنادق من نوعيات أخرى مختلفة تمام الاختلاف.

من هذه الفنادق المختلفة ما كانت خنادق تحت الأرض فحولت إلى فنادق تفتح أبوابها للجمهور، وأخرى عبارة عن كهوف محفورة في الجليد، ونوع ثالث على شاكلة أكواخ معلقة على أشجار.

ولكن، في النمسا، ذهب فنان جريء في ابتكاراته أبعد من الجميع تقريبا، وذلك عندما أزاح الستار في مدينة لينز، ثالث كبرى مدن النمسا، عن غرف فندقية على شكل «أنابيب الصرف الصحي». والمؤكد أن هذه الفكرة لاقت استحسانا كبيرا، بدليل «انتشارها» هذا العام إلى مدينة أوتنشايم.

ولكن في كل من لينز وأوتنشايم لم يتبق غير أيام معدودات وتغلق هذه الغرف أبوابها أمام النزلاء لتعاود استقبالهم مجددا في شهر مايو (أيار) من العام المقبل. أما السبب، فهو بكل بساطة، أن هذه الغرف الفندقية تخلو من نظام تدفئة شتاء مما يجعلها باردة جدا، وبالتالي لا تلائم صقيع الشتاء النمساوي.

لمن يهمه الأمر، يطلق على هذه الغرف الأنبوبية اسم «بارك هوتيل»، وهي تصنف ضمن قائمة الفنادق «غير النمطية أو التقليدية»، وبناء عليه لا تحمل أي درجات أو نجوم تصنيفية، بل هي مجرد غرف مفردة بنيت موزعة على ضفاف نهر الدانوب ولها نوافذ للاستمتاع بمنظره، وتمثل كل أنبوبة غرفة قائمة بذاتها ومستقلة تماما عما حولها. إلى ذلك، يصل ارتفاع الغرفة إلى 2.75م وعرضها 2.50 م، تزن الواحدة منها 9.5 طن من الخرسانة المسلحة.. وبذلك فهي متينة وآمنة يستحيل اختراقها.

ولكن لمزيد من التميز والاختلاف عن غيرها من غرف الفنادق المعروفة يتم حجزها إلكترونيا على موقع خاص، وبموجب ذلك يسلم النزيل لوحة مفاتيح رقمية تتيح له الدخول إلى الغرفة والاستمتاع بها - صيفا - بعيدا عن أي روتين أو موظفي استقبال.. أو سلام وكلام.