لا تكتفي سلسلة مقاهي «ستارباكس» العالمية بإضفاء أجواء المتعة لزبائنها داخل مقاهيها فحسب، بل تسعى أيضا لجذب العابرين في الطرقات إلكترونيا إليها، حالما يصلون إلى مواقع ما يسمى بـ«السياج الجغرافي» الإلكتروني، وهو دائرة معينة تحيط بموقع أي مقهى من هذه المقاهي المنتشرة في العاصمة البريطانية لندن.
وبتوظيف نظم تحديد المواقع الجغرافية «جي بي إس» التي تسمح برصد حركة أصحاب الهواتف الجوالة، ستقوم المقاهي قريبا بإرسال رسائل نصية قصيرة إلى الهواتف الجوالة أوتوماتيكيا حال وصول أصحابها إلى مسافة معينة من المقهى، ترحب بهم وتدعوهم إلى تناول القهوة بأسعار مخفضة.
وينتقد المدافعون عن الخصوصية الشخصية توجهات «الدعاية الجغرافية» هذه التي تقوم فيها الشركات بالترويج لبضائعها وخدماتها للسكان المقتربين من مواقعها أو مقراتها؛ لأنها تتدخل في حياتهم وترصد حركاتهم.
إلا أن شركة «أو 2» للاتصالات الجوالة، وهي الأولى في بريطانيا التي أعلنت أنها تختبر النظم الجديدة للترويج والدعاية الجغرافية، قالت: على المستخدمين الراغبين أن يسجلوا أنفسهم قبل تسلمهم أي إعلانات بخدمات مخفضة الأسعار. وأضافت أن عدد المسجلين قد وصل الآن إلى مليون شخص. ويورد كل شخص مسجل معلومات عن عمره وجنسه واهتماماته وهواياته.
وبينما يجد الكثير من أصحاب الهواتف الجوالة هذه الخدمات مثيرة للإزعاج، فإن بعض الإحصاءات الأميركية تشير إلى أن 60% منهم يعتبرونها «ممتازة ومبتكرة»، خصوصا أنها تقدم تخفيضات لمواد وخدمات مفيدة فعلا.
وإضافة إلى سلسلة مقاهي «ستارباكس»، فقد انخرطت في التجربة التي تستمر 6 أشهر شركة «لأوريل» لمستحضرات التجميل، فيما يعتقد أن عددا آخر من الشركات والمتاجر في طريقه للانضمام إليها وفقا لصحيفة «دايلي ميل» البريطانية.
وستقدم «ستارباكس» تخفيضات كبيرة عند شراء القهوة من مقاهيها «على الماشي»، أي من دون الجلوس فيها، أو في المتاجر الكبرى عند شراء منتجاتها من القهوة. أما شركة «لأوريل» فإنها ستوظف «السياج الجغرافي» لتسويق منتجاتها للصحة والجمال.
تجدر الإشارة إلى أن شركة «بلايسكاست»، في ولاية كاليفورنيا الأميركية، تقوم بتوظيف الدعاية الجغرافية لعدد من متاجر الملابس والمطاعم. ووفقا لإحصاءاتها فإن نحو ثلثي الأشخاص الذين تسلموا الرسائل الموجهة إليهم استفادوا من عروض التخفيضات المقدمة لشراء البضائع.