رمسيس الثاني يجدد صداقته للشمس في معبده بصعيد مصر

على أنغام المزمار والطبل البلدي

TT

أمام أكثر من 6 آلاف سائح جدد الملك رمسيس الثاني، أشهر ملوك الفراعنة، صداقته للشمس، التي تعامدت على وجهه فجر أمس في معبده بمدينة أبو سمبل، قرب أسوان بأقصى جنوب مصر، وداعبته لمدة 20 دقيقة. ولقد التف السائحون حول شاشات العرض التي وضعها المجلس الأعلى للآثار المصرية خارج المعبد لمشاهدة التعامد، وسط أجواء احتفالية شعبية حيث تعالت أصوات المزمار والطبل البلدي.

توغلت أشعة الشمس لمسافة 60 مترا من مدخل المعبد حتى قدس الأقداس، لتتعامد بعدها على تمثال رمسيس الثاني وتمثال آمون رع، في ظاهرة فلكية تتكرر مرتين كل عام داخل معبده في مدينة أبو سمبل بمحافظة أسوان. وذكر أسعد عبد المجيد، رئيس مدينة أبو سمبل، أنه «جرى تكريم كل من تصادف مولده أو زواجه مع يوم التعامد من السائحين، وهذا تقليد سنوي تحرص عليه محافظة أسوان، بمنح المكرمين الهدايا التذكارية وورق البردي المسجلة عليه هذه المناسبة». وأضاف عبد المجيد في اتصال هاتفي بـ«الشرق الأوسط» أنه تم إعداد شاشات عرض تلفزيونية أسهمت في نقل الحدث من داخل قدس الأقداس إلى ساحة المعبد لإفساح المجال أمام جميع السائحين لمشاهدة ظاهرة التعامد، التي استغرقت 20 دقيقة.

أما أسامة عبد الوارث، رئيس اللجنة المنظمة للاحتفال، فأوضح أن «التفسير السائد بأن التعامد يرجع إلى يوم مولد رمسيس ويوم جلوسه على العرش غير صحيح، بل يرجع إلى تصميم المعبد على أساس فلكي وحسب دورة الأرض. كما أن تغير توقيت التعامد من 21 إلى 22 أكتوبر (تشرين الأول) يرجع إلى تغير مكان المعبد بعد مشروع إنقاذ آثار النوبة الذي نفذته (اليونيسكو) عام 1963».

من جهته قال الآثاري محمد حامد، مدير آثار أبو سمبل، إن «التعامد يحدث مرتين كل عام، الأولى في 22 أكتوبر ويتواكب مع بداية فصل (برت) - أو الشتاء - فصل الزراعة في اللغة المصرية القديمة، والثانية في 22 فبراير (شباط) ويتزامن مع بداية موسم الحصاد عند المصريين القدماء». وأوضح أن ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني تعد من المعجزات الفلكية التي يبلغ عمرها 33 قرنا.