طبيبة عراقية تعود إلى العراق وتبدأ تجربة أطفال الأنابيب في أربيل

أطياف اختارت العودة رغم تعرضها للاختطاف والابتزاز

الطبيبة أطياف محمد تحمل الطفلة نور التي كانت أول طفلة أنابيب تولد تحت إشرافها في العراق (أ.ب)
TT

بدت «أطياف محمد» سعيدة جدا وهي تحمل طفلة لا يتجاوز عمرها العامين هي أول تجربة في العراق قامت بها لعملية أطفال الأنابيب في أحد المستشفيات في أربيل عاصمة إقليم كردستان. فالطبيبة التي تعرضت لتجربة قاسية عام 2004 عندما اختطفها مسلحون ولم يفرجوا عنها إلى أن دفع أهلها فدية مالية كبيرة غادرت العراق بعد تلك التجربة القاسية وعملت في تجارب أطفال الأنابيب والتي كانت قد بدأتها في بغداد وهي المتخصصة بالأمراض النسائية وتعتبر واحدة من أشهر الطبيبات في العاصمة العراقية.

لكن أطياف سرعان ما عادت إلى العراق بعد أن وجه لها أحد المستشفيات في محافظة أربيل دعوة للعمل فيه كما وُجهت الدعوة ذاتها لأطباء آخرين خرجوا من العراق أو يحاولون الخروج منه بعد تعرضهم للتهديد والابتزاز كما حصل لفئات أخرى كالمهندسين والقضاة. وتعرض عدد من الأطباء في بغداد والمحافظات لعمليات تصفية وابتزاز، خصوصا أعوام 2004 و2005 و2006 وهي الأعوام التي اتسمت بالعنف الطائفي وملاحقة العصابات المنظمة لذوي الشهادات العليا والاختصاص، مما حدا بالعديد من الأطباء إلى مغادرة العراق فيما حاول آخرون تأمين الحماية لأنفسهم في عياداتهم وبيوتهم.

عادت أطياف قبل نحو عامين لتنجز الكثير من العمليات الناجحة في مجال العقم وأطفال الأنابيب وعمليات أخرى كثيرة وقررت الاستقرار في أربيل، حيث وفر لها المستشفى أحدث الأجهزة الطبية والعلاجية لتأمين النجاح بما يضاهي النجاحات في دول أخرى.

وتؤكد أطياف أن أول مولود بالأنابيب في العراق طفلة اسمها نور وهي الآن تتجاوز عامها الأول وقد قرر المستشفى أن يرعى هذه الطفلة حتى بلوغها سن العشرين احتفاء بأول تجربة ناجحة من هذا النوع في العراق. وتشير إلى أن أكثر من 40% من العمليات التي تم إجراؤها قد نجحت تماما، مؤكدة أن النسبة العالمية لهذا النوع من العمليات هو 60%. وحول تكلفة العلاج، تقول: «إن تكلفة العملية والفحوصات لا تتعدى 4 آلاف دولار بينما العمليات نفسها تجرى في دول مجاورة بتكلفة تتجاوز 10 آلاف دولار»، موضحة أن العديد من الأمهات والآباء يحضرون إلى المستشفى من جميع أنحاء العراق ويعودون إلى محافظاتهم بعد أقل من أسبوعين إثر نجاح العملية.

مدير المستشفى، فخري كريم آغا، بين لـ«الشرق الأوسط» أن هدف المستشفى هو استقطاب الطاقات الطبية في جميع الاختصاصات وعدم تبعثرها في دول العالم، مشيرا إلى أن الكادر الطبي في المستشفى يتلقى أفضل التدريبات في دول العالم وحسب الاختصاصات، إضافة إلى استقدام أشهر الأطباء من دول مختلفة يقومون بإجراء عمليات مختلفة داخل المستشفى ويكون أحد شروط العقد المبرم مع هؤلاء الأطباء أن يشارك الطبيب العراقي في العملية والفحص الذي يجرى للمريض لكسب المعرفة.