برنامج مسابقات أفغاني يستقطب الجمهور ويتيح فرصة للثراء بعيدا عن الحرب

يثير حفيظة بعض رجال الدين المحافظين في البلاد

TT

ربما تكون بلده في حالة حرب، لكن رحيم ميرزاد، مقدم برنامج مسابقات، يعتقد أن مساعدته اليومية للناس على الضحك والترفيه هي ما يحتاجه جمهوره.. بالإضافة إلى ذلك، فإن تحول المرء إلى مليونير ليس بالأمر السيئ. وفي استوديو متهالك على مشارف العاصمة كابل يقدم ميرزاد برنامج «الكنز»، أو «جانجينا» بلغة الداري، للمسابقات، حيث تمنح جوائز مالية تصل قيمتها إلى مليون أفغاني (21 ألف دولار)، مما يمثل ثروة في واحدة من أفقر دول العالم. وقال ميرزاد، وهو صحافي سابق، في تقرير لـ«رويترز»: «في أفغانستان، بعد 30 عاما من الحرب، لم يكن لدينا برنامج مسابقات.. ولا برامج تلفزيونية كبيرة كهذا. إنه ممتع».

وأضاف قائلا: «عندما يرون انفعالات الناس وردود فعلهم، فإن هذا يجعلهم ينسون كل شيء». ويقول منتجو البرنامج إن برنامجهم يحظى بالشعبية، لكنه غير لائق بالنسبة لأفغانستان، حيث سعى رجال دين محافظون سابقا لمنع عرض مسلسلات تلفزيونية أجنبية، اعتبروا أنها تنشر الرذيلة ومنافية للإسلام. ويشبه هذا البرنامج برنامج مسابقات غربيا مماثلا، إذ يختار المتسابقون صندوقا بين 20 صندوقا يمثل مبلغا من المال؛ من واحد إلى مليون أفغاني. ويعرف المتسابق محتوى صندوق تلو الآخر، ويكون من نصيب المتسابقين آخر مبلغ في آخر صندوق.

واستؤنف عرض البرنامج في محطة «تولو تي في» المحلية قبل أسبوعين، بعد أن حظرته الحكومة لفترة قصيرة، بسبب شكاوى من انطوائه على المقامرة. وللبرنامج جمهور عريض على الرغم من تواضع مكان التصوير. وقال مسعود سانجير، مدير القناة في «تولو تي في»: «يمكن أن يعود الشخص لمنزله ومعه شيء ما. عندما يتعلق الأمر بالمال يبدي الجميع اهتمامهم». لكن ما زال برنامج «الكنز» يثير حفيظة بعض رجال الدين المحافظين في البلاد.

وقال رجل الدين المولوي جول أحمد، في مسجد بكابل: «هذا البرنامج يجعل آلافا من الشبان الأفغان منشغلين عن معرفة تعاليم دينهم»، وأضاف: «إنه إهدار للوقت.. إنه مجرد طمع».